آخر الأخبارأخبار محلية

التدواي بالأعشاب.. نعمة أم كارثة؟

علاج آلام الظهر والمفاصل، فقدان الوزن الزائد بلا جهد يُذكر وخلال فترة زمنية قصيرة، محاربة أمراض الضغط والسكر والتهاب الكبد والتخلص منها، ما سبق هو بعض الوعود التي يُطلقها مروّجو العلاج بالأعشاب. سواء أكنت تشاهد التلفاز أو تستخدم مواقع التواصل الاجتماعي، فمؤكد أنك تعرضت لهذا النوع من الإعلانات الذي يَعِد بحل “مختلف” لكل مشكلاتك الصحية من خلال تناول حبة واحدة من نوع ما من الأعشاب الدوائية.

وفي الوقت الذي ترى شريحة من الناس أنّه لا يمكن إنكار النتائج والنجاحات التي حقَّقها طبّ الأعشاب في ابتكار علاجات كثيرة للأمراض المستعصية والمزمنة، يشير البعض إلى خطورة هذا الملف نظراً إلى النتائج السلبية والأعراض الجانبية الخطيرة التي لحقت بعدد كبير من مستخدمي هذه المنتوجات العشبية وأودت بحياة بعضهم أحياناً كثيرة.
حذرت الأمم المتحدة من أن الرعاية الصحية أصبحت بعيدة المنال بالنسبة لنحو 33 بالمئة من الأسر في لبنان.
ويحذر الخبراء من لجوء عدد كبير من المرضى إلى التداوي بالأعشاب دون تشخيص المرض، كما ينبهون إلى خطورة تلك المواد التي تحتوي على مواد سامة ربما تودي بحياة من يتناولها.
فهل الأعشاب الدوائية فعالة في علاج الأمراض حقا، أم أن هذا النوع من العلاج هو مجرد خرافة طبية أخرى؟
قال محمد نديم الخطيب، وهو صيدلاني في الجية، إن زبائنه يشترون الحبوب بالشريط لأنهم لم يعودوا يستطيعون شراء العبوة كاملة.
ويوضح الخطيب أنّ “جارته قد لجأت إلى استعمال أحد الأدوية من صنع الأعشاب التي يروّج لها على أنّها تساعد على خسارة الوزن وتؤدّي إلى قطع الشهية. وما إن تناولتها على مدى يومين، حتى انتكست صحتها”.
وقال إن زبائنه يأتون إليه يشكون بعد أن أعيتهم طلبات الأطباء والمستشفيات، وعجز هؤلاء عن الحصول على الأدوية، إما لأنها باهظة الثمن أو لم تعد متوفرة في الصيدليات، لذلك لجأوا الى الطب البديل”.
وأكد أنه “غياب المعرفة لدى الناس بهذا الموضوع وبهذه التفصيلة المهمة جدا ربما تؤدي إلى نتائج غير محببة، ونتائج خطيرة”.

“كارثة صحية” بهذه العبارة تصف الدكتورة لؤى شبو العلاج بالطب الشعبي، مؤكدة أنه بات أحد أهم الأخطار التي تحدق باللبنانيين.
وقالت شبو، إن “الاستخدام العرضي للأعشاب يمكن أن يوفر بعض الراحة لكن الجرعات غير المنظمة قد تشكل مخاطر صحية”.
وتشرح الدكتورة لؤى أن ” في ظلّ غياب سياسة صحية وطنية واضحة ومسؤولة، أصبحت حياة المواطن اللبناني “حقل تجارب” لمن هبّ ودبّ من المروّجين لطبّ الأعشاب، ومن يدّعون اكتشاف ما عجز الطبّ الحديث عنه من علاجات للأمراض المزمنة والمستعصية، مستغلّين مشاعر المرضى، ولا من حسيب أو رقيب”.
وأكدت أنه “يتحمّل المستهلك الذي يقع في “فخّ” الإعلانات التجارية، الجزء الأوّل من المسؤولية، ومع الأسف يدرك في النهاية، وربّما بعد فوات الأوان، أنّه سقط ضحية جهله وانبهاره بالإعلان المفخّخ”.
العلاج الطبيعي لا يعني انه امن، فالنباتات كغيرها من المخلوقات تحاول الدفاع عن نفسها بانتاج سموم تمنع باقي المخلوقات من التعدي عليها.
أما العلاج الطبي مهما كانت له اعراض جانبية فهو دايماً خيار اسلم للمرضى لعدة اسباب منها:
-العلاج الطبي يمر بمراحل طويلة جداً حتى يصبح “مصرحا به” ويصل للمريض، وذلك لضمانة سلامته وفعالتيه للمريض. وبعد ذلك فانه يتم رصد الاعراض الجانبية للعلاج والتبليغ عنها لضمان سلامة المرضى، وهذا يغيب تماما عن خلطات العطار والاعشاب.
– تبين الدراسات ان ما لا يقل عن 80 % من الخلطات العشبية تحتوي على مركبات دوائية يقوم باضافتها العطار لضمان فعالية علاجه، فحتى الخلطات الطبيعية التي يعتبرها الناس طبيعية هي تحتوي على ادوية بنسب وكميات غير مدروسة.
لذلك، في المرة القادمة التي تشاهد فيها إعلانا يغريك بشراء تلك المكملات التي تعدك بإنقاص وزنك واستعادة حيويتك والتغلب على مشكلاتك الصحية، تذكّر أن الأمور لا تسير بهذه البساطة، هناك رحلة طويلة ينبغي أن يقطعها أي مكمل غذائي قبل أن تثبت فعاليته، ناهيك بأن هناك احتمالا لا يستهان به بأن تكون هذه المكملات مغشوشة ولا تحتوي على المادة المقصودة أصلا.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى