آخر الأخبارأخبار محلية

اتساع المسافات بين جنبلاط والمعارضة وتغيّب لافت لـ الاشتراكي عن معراب

كتبت صونيا رزق في “الديار” :كثيرة هي هواجس الرئيس السابق للحزب ” التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط في هذه الفترة، فالمخاوف تزداد من تفاقم الاوضاع على الصعد كافة، من التدهور الامني الجنوبي الى احتمال اتساع الحرب، وملف النزوح السوري الذي كثرت تداعياته السلبية بكل أبعادها على لبنان واللبنانيين، والمشاهد الاخيرة المتنقلة بين المناطق اللبنانية منذ فترة وجيزة خير دليل على ما يجري.

هذه الملفات حضرت منذ أيام مع جنبلاط، خلال اللقاء الذي جمعه مع المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين الخليل ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق وفيق صفا، في حضور النائبين وائل أبو فاعور وهادي أبو الحسن، فبرز ملف النزوح الذي سيكون قريباً جداً عنوان جولة سيقوم بها بعض نواب “الاشتراكي” على الافرقاء السياسيين، لشرح وجهة نظر الحزب في هذا الاطار، للتوصل الى موقف موحّد. وتنطلق الورقة “الاشتراكية” من آلية التعامل مع المجتمع الدولي الهادف الى إبقاء النازحين في لبنان، وضرورة مساندة الحكومة لمعالجة هذا الملف الشائك، قبل انعقاد مؤتمر بروكسل الذي سيبحث هذه القضية في 27 ايار المقبل.

وافيد وفق المعلومات بأنّ لقاءات جنبلاط بقياديين من حزب الله  تجري بعضها في العلن وبعضها الآخر في الخفاء، لانه بات على مسافة قريبة من “الثنائي الشيعي”  وبعيدة من المعارضة، لذا لم يعد أحد يتفاجأ  بتقلباته السياسية، ولا أحد يدري ماذا يدور في فلكه حتى “يشطح” سياسياً كل فترة، إذ لا تستطيع أي مرحلة أن تمحو خطاباته الفجائية، والتي تأتي من دون سابق تصوّر وتصميم، فإذا به يستدير بسرعة غير متوقعة، وتساعده في ذلك أنامل رئيس المجلس النيابي نبيه برّي، الصديق والحليف الدائم الذي لا يستطيع جنبلاط الابتعاد عنه، خصوصاً أنه يعمل عند الضرورة على خط إصلاح علاقة المختارة بحارة حريك، ويكون المفتاح الذهبي لفتح درب العلاقة ومسافاتها الشاسعة في بعض الأحيان.

في غضون ذلك، اعتبرت مصادر مسؤولة في “الاشتراكي” أنّ جنبلاط لا يسير اليوم على خط مغاير، وترفض مقولة ” انعطافة المختارة “، وتصف ذلك بالانفتاح على حزب الله لتنظيم الخلاف ليس أكثر، خصوصاً في هذه الظروف التي تستدعي الوحدة، وتقول: “لذا أطلق جنبلاط مجموعة مواقف متضامنة مع حرب غزة مع بعض التوصيات لحزب الله، فالمرحلة تتطلب التضامن، ونحن نقوم بالتنسيق مع الحزب منذ بدء الحرب على جنوب لبنان، خصوصاً بمسألة تأمين النازحين الجنوبيين من كل النواحي في مناطق الجبل، ونعمل على تجاوز الاختلاف السياسي.
وعلى خط مغاير، يبدو أنّ انقلاب جنبلاط قد أربك حلفاءه السابقين أي المعارضة، فغابت الكيمياء من جديد في ظل مخاوف المعارضة من مضيّ جنبلاط بسليمان فرنجية رئيساً، تحت حجة ” التحولات الإقليمية المرتقبة “،  لذا تميل الدفة الجنبلاطية اليوم نحو حارة حريك. وما دام سيبقى جنبلاط الرئيس الفخري للحزب “الاشتراكي” و “اللقاء الديموقراطي”، ستكون الحارة مطمئنة، خصوصاً بعد غياب وفد “الاشتراكي” عن لقاء معراب منعاً للإحراج، حتى النائب مروان حماده  تغيّب عن الحضور، وهذا يعني انّ المسافات مع المعارضة تتسع، ولا سبيل لعودة المياه الى مجاريها على ما يبدو.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى