هل عادت الجبهة الى الاستقرار بعد زيارة هوكشتاين؟
توقفت اسرائيل الى حد شبه كامل عن استهداف مناطق شمال الليطاني اذ تتركز الاشتباكات والاستهدافات عند القرى والبلدات الحدودية كما توقفت عمليات الاغتيال التي كانت تستهدف كوادر من “حزب الله” شمال النهر، في المقابل توقف الحزب عن استهداف المستوطنات البعيدة نسبيا عن الحافة الأمامية بعد ان كان القصف قد اقترب من مدينة نهاريا في عمق الجليل والتي سيشكل استهدافها نقلة نوعية في مستوى المعركة.
عادت المعارك الى المرحلة الاولى من دون ان يعني ذلك تراجعا في التصعيد، فحجم الضربات وكثافتها لا يزال متفاوتا بين يوم وآخر غير ان الامر لا يشكل خطرا بتدهور الاوضاع نحو حرب شاملة ما دامت اسرائيل تراعي مسألة توسيع دائرة القصف والاستهدافات لتطال مناطق لبنانية في عميق الجنوب او ربما البقاع كما حصل في الاسابيع الاخيرة وكاد يشعل الجبهات بشكل كبير.
لكن الاستقرار في مستوى المعركة في الجنوب والذي قد يكون عائدا الى الضغط الذي قام به هوكشتاين على تل ابيب لتجنب معركة كبرى، من الممكن الا يستمر خصوصا ان الساحات الاخرى التي تساند غزة من العراق الى اليمين بدأت قبل أيام عمليات تصعيد غير مسبوقة في المعركة تمهيدا لشهر رمضان الذي قد يشهد نوع مختلف من المعارك والاستهدافات وهذا ما سينعكس على الجبهة اللبنانية الملتزمة بشكل كبير دعم جبهة حركة حماس في غزة.
مع بداية شهر رمضان، يبدو ان فرص التسوية في غزة والوصول الى وقف اطلاق نار تتراجع ما سيفتح الباب امام تصعيد شعبي في الضفة الغربية والقدس المحتلة اضافة الى اعادة تحريك الشوارع العربية ليلاً، وفي حال حصول هذا الامر فإن الجبهات العسكرية ستلاقي الشارع لاحداث ضغط شامل سياسي وشعبي وعسكري تجد فيه الولايات المتحدة الاميركية حجة جدية لفرض قراراها بوقف التصعيد على الحكومة الاسرائيلية.
قد يرفع “حزب الله” مستوى المعركة في الجنوب من دون الذهاب الى استهدافات عميقة منعا لقيام اسرائيل بالامر نفسه خصوصا انه لا يريد حتى اللحظة ان يدخل لبنان ككل في الحرب الشاملة، لكن الضغط الاميركي الفعال في الايام الماضية قد يكون مرتبطا بالهدنة والسعي اليها وهذا ما يجعل امكانية عودة التدهور كبيرة بالتوازي مع سقوط احتمالات التوصل الى هدنة او تسوية او وقف لاطلاق النار.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook