الوكالة الوطنية للإعلام – نيغري في طاولة مستديرة لجمعية الصداقة الإيطالية – العربية في روما: لسنا شهودا على مجزرة غزة بل شركاء لأننا لسنا تابعين للولايات المتحدة فحسب بل للدولة اليهودية أيضا
وطنية – روما – كشف الكاتب والصحافي الكبير ألبرتو نيغري، أثناء الطاولة المستديرة التي نظمتها جمعية الصداقة الإيطالية – العربية في روما لوقف الحرب على غزة، عن انحياز الغرب وإيطاليا كليا لإسرائيل واعتماد سياسة المكيال بمكياليين من قبل الغرب.
وقال نيغري: “في حين يتم فرض عقوبات وعلى الفور ضد روسيا بسبب غزو أوكرانيا (حيث قتل 10.000 مدني في عامين)، وإسرائيل تقتل نحو 30 الف مدني في 4 أشهر من الفلسطينيين، (أكثر من نصفهم من الأطفال) ولم يأخذ أي تدبير بل إن تزويد اسرائيل بالأسلحة الغربية ما زال ويتم منع وقف إطلاق النار في مجلس الامن من قبل الولايات المتحدة”.
وركز ألبرتو نيغري على دور إيطاليا في هذه المأساة: “نحن لسنا شهودا على مجزرة، نحن شركاء لأننا لسنا تابعين للولايات المتحدة فحسب، بل للدولة اليهودية أيضا. في 8 آذار 2023، جاء رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو إلى روما. ومن بين الاتفاقيات التي وقعها كان هناك اتفاق لم يتم الحديث عنه في الصحافة. تعاقدنا كإيطاليا، على الأمن السيبراني لبلدنا مع إسرائيل”.
واختتم نيجري حديثه قائلاً إن “كل هذا حدث في انتهاك للمعاهدات الدولية، ولكن هنا يجب أن نفرق بوضوح بين الشعب ومن يحكم، متواطئون في المذبحة التي تحدث في فلسطين”.
جاء ذلك في لقاء رفيع المستوى نظمته جمعية الصداقة الإيطالية – العربية “الصداقة” تحت عنوان “أوقفوا الحرب في غزة”. شارك في اللقاء اعلاميين وممثلين لفعاليات تناهض الحرب على غزة. شاركت في اللقاء سفيرة فلسطين عبير عودة وسفيرة الجامعة العربية إيناس مكاوي بالإضافة إلى الضيوف البارزين مثل ألبرتو نيجري والسفير برونو سكابيني.
اللقاء كما جاء في مختلف وسائل الاعلام أتاح الفرصة للمشاركين الحصول على معلومات.
افتتح اللقاء رئيس جمعية الصداقة الإيطالية – العربية عبد القادر عميش الذي قال: “في أرض الآلام على الجانب الآخر من البحر الأبيض المتوسط، حيث ولد السيد المسيح يموت كل يوم فلسطيني من الديانة المسيحية، وسط لامبالاة عامة”.
وفي كلمتها، أعلنت السفيرة الفلسطينية عبير عودة، التي كانت على اتصال يومي مع منظمة الأغذية والزراعة منذ بدء الأعمال العدائية لتنظيم الغذاء ليصل إلى رجال ونساء وأطفال شعبها، أن هذه ليست حرباً بالنسبة لها، بل هجوم همجي على الشعب الفلسطيني. وهو عمل يتم للأسف بمساعدة عدة دول أوروبية والولايات المتحدة.
وقالت: “الهدف الإسرائيلي هو تصفية القضية الفلسطينية من خلال تدمير قطاع غزة بشكل كامل بحجة ما حدث في 7 أكتوبر. غزة تحت الحصار منذ 17 عاما على الرغم من أن العديد من الحكومات، من الولايات المتحدة إلى الحكومات الأوروبية، تؤكد شفهيا على ضرورة إنشاء دولة فلسطينية لضمان العدالة والسلام الدائم في المنطقة”.
وفي كلمته، أكد السفير برونو سكابيني على نقطة تاريخية أساسية، وهي “أن القضية الفلسطينية هي قضية مرتبطة مباشرة بالاستعمار الغربي”. وقال: “أعاد الهجوم في 7 أكتوبر إلى العالم قضية أخرى، وهي قضية الاستعمار التي لم يتم حلها. والحقيقة، أن القضية الفلسطينية تعود إلى العام 1917، وهو العام الذي كتب فيه وزير الخارجية البريطاني آنذاك بلفور رسالة إلى اللورد روتشيلد، المتحدث باسم الحركة الصهيونية، ذكر فيها أنه ينظر بشكل إيجابي إلى إنشاء وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين”.
وقدمت سفيرة الجامعة العربية في روما ايناس مكاوي عرضا تاريخيا لتوسع دولة الاحتلال على ارض فلسطين بل واستهدافها لأراض عربية اخرى. وقالت: “إسرائيل تمتلك أدوات لا يملكها أحد، تمتلك المعلومات، تمتلك المال، تمتلك القوة للضغط على العالم الغربي، وعلى زعماء الدول الأوروبية، وقادة الدول الأخرى”.
وأكدت مكاوي “الحاجة إلى حل يحترم حق الشعب الفلسطيني في دولته، وهو الحق الذي يتفق عليه المجتمع الدولي بالكلمات، مع السماح لإسرائيل بإلغاء هذا الاحتمال، مما يخلق واقعًا مختلفًا تمامًا”. وعرضت خريطة أظهرت فيها “حجم الأراضي التي تم انتزاعها من الفلسطينيين على مر السنين، مما جعلهم حاليا متجمعين معا في قطعة أرض صغيرة، حيث يصبحون أهدافا سهلة بالنسبة للأشخاص عديمي الضمير، كما حدث مؤخرًا، فإنه يذهلهم وهم يحاولون، جائعين وعطشى، أخذ المساعدات الإنسانية لإحضارها إلى عائلاتهم من أجل إطعام أطفالهم وإخوتهم وآبائهم، على الأقل في ذلك اليوم”.
وقالت: “رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، في خطاب ألقاه قبل بضعة أشهر في الجمعية العامة للأمم المتحدة، أظهر خريطة اختفت منها غزة والضفة الغربية، لإفساح المجال أمام إسرائيل الكبرى. وفي مواجهة هذا، الذي كان يمكن تعريفه ذات يوم على أنه رؤية وهمية، يظل من الصعب إيجاد حل يجلب السلام إلى تلك المنطقة، لأنه على الرغم من المحاولات المبذولة للمضي قدماً في حوار بناء، فإن الشعب الفلسطيني لا يزال يعاني من قرارات أشخاص مثل بنيامين نتنياهو الذين لا يعتبرون السلام خيارًا ممكنًا”.
في نهاية اللقاء قدم المشاركون الشكر الزميل طلال خريس مسؤول العلاقات الدولية في جمعية الصداقة الإيطالية – العربية لتنظيمه لهذا اللقاء.
==== ن.ح.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook