قواعد الاشتباك كُسرت.. كيف سيردّ حزب الله؟!
ولعلّ السيد نصر الله أراد من خلال خطابه الأخير تحديد أهداف “الحزب” بشكل واضح، إذ إنّه أوحى بأن ليس لديه نيّة أو رغبة بالتصعيد النهائي والذهاب الى حرب شاملة، لكنّه في الوقت نفسه لا يستطيع التّساهل مع واقع استهداف المدنيين، ما يعني بأن “الحزب” وجد بأن قواعد الاشتباك قد كُسرت بشكل كامل ولا يُمكن إعادة ضبطها الا بردّ قاسٍ على العدوّ يردعه عن استهداف المدنيين مجدداً.
ووفق مصادر عسكرية مطّلعة فإنّ الحديث عن استهداف “كريات شمونة” على أنه ردّ أولي ليس الا دليلا على أن “حزب الله” يتعاطى مع هذه العملية وفق قاعدة التصعيد المُقابل الذي لا يحتمل الإطالة، وحتى التمكّن من ضرب هدف وازن يحقّق إصابات بالغة و”يريق الدماء”، بحسب تعبير نصر الله، كان قصف “كريات شمونة” أمراً ضرورياً لتحذير اسرائيل من تكرار عدوانها.
وتضيف المصادر أن كلام السيد نصر الله عن الملفّ اللبناني الداخلي كان مُتوقّعاً أيضاً، إذ لفت إلى أن “الحزب” ليس في وارد التصعيد داخليًا مهما كانت الاسباب أو الأثمان، وأنه ملتزم بالقواعد العامّة السياسية التقليدية مهما كانت نتائج المعركة. وترى المصادر أن هذا المحور من الخطاب أتى لتطمين خصومه المحليين وليمهّد لتسوية شاملة تتفاوض من خلالها كل القوى الاساسية على طاولة الحوار.
وتشير المصادر إلى أن نصر الله قد وضع خطاً أحمر مرتبطاً بالأوضاع الميدانية، وتعامل في المقابل بإيجابية مطلقة مع الوضع الداخلي، ما يوحي بأنّ هذا هو المسار المؤكّد الذي رسمه للمرحلة، لكن الأيام القليلة المقبلة ستكون حاسمة لجهة كيفية ردّ “حزب الله” على استهدافات العدوّ الأخيرة وما إذا كانت اسرائيل ستبتلع الردّ أم سترفع وتيرة التصعيد، مما سيستدعي تصعيداً أكبر من شأنه أن يؤدّي الى تدحرج المعركة بشكل لا يريده الطرفان.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook