آخر الأخبارأخبار محلية

هل ستُحدّد رفح مستقبل المعارك بين حزب اللهوإسرائيل؟

 
شهد اليومان الأخيران من المعارك بين “حزب الله” والعدوّ الإسرائيليّ، تزايداً في وتيرة القصف، فقامت “المقاومة الإسلاميّة” بتوجيه ضربة قاسيّة لإحدى أبرز القواعد العسكريّة في صفد، في شمال فلسطين المحتلّة، بينما ردّت تل أبيب بارتكاب مجزرتين في الصوانة والنبطيّة، في مشهد أعاد إلى الأذهان الغارات الدمويّة التي كانت تحصل في الحروب الإسرائيليّة على لبنان.

 
قد يقول البعض إنّ “حزب الله” والعدوّ خرجا عن “قواعد الإشتباك”،لكن هذا ليس دقيقاً، لأنّ “المقاومة”ستعمد إلى الردّ على كلّ استهداف إسرائيليّ لمنازل المدنيين في جنوب لبنان، بقصف المستوطنات الحدوديّة، إضافة إلى ضرب مواقع عسكريّة مهمّة. فوفق المراقبين، المعارك تخرج في الكثير من الأحيان عن السيطرة في الجنوب، غير أنّ لا “الحزب” ولا إيران ولا حتّى تل أبيب وأميركا من مصلحتهم توسيع رقعة الصراع في غزة، فوزير خارجيّة طهران حسين أمير عبداللهيان كان واضحاً في حديثه، خلال زيارته الأخيرة إلى لبنان، من أنّ إيران لا تُريد تمدّد الحرب إلى دول الجوار، داعيّاً في الوقت عينه إلى وقف إطلاق النار في فلسطين، كيّ يعود الهدوء والإستقرار إلى المنطقة.
 
ويُضيف المراقبون أنّ المعارك في جنوب لبنان أصبحت الآن مرتبطة بالعمليّة العسكريّة الإسرائيليّة على رفح. فهذه المعركة تُعتبر الأخيرة على “حماس” والشعب الفلسطينيّ، لاعتقاد جيش العدوّ أنّ رهائنه موجودون هناك، وخصوصاً بعدما أعلن عن سيطرته على خان يونس، وفشله في تحرير محتجزيه في هذه المدينة. ويرى المراقبون أنّ الهجمات على رفح ستزداد، وقد يستشهد الكثير من الغزاويين الذي نزحوا إلى قرب الحدود المصريّة.
 
كذلك، فإنّ إسرائيل تنوي تحقيق هدفٍ آخر غير إيجاد مواطنيها، وهو الدخول إلى الأنفاق في رفح، والسيطرة على الحدود هناك،لمنع تهريب الأسلحة مستقبلاً إلى “حماس”، للحدّ من قدراتها العسكريّة. وفي موازاة ذلك، فإنّ العمليّة الإسرائيليّة تلقى دعماً أميركيّاً وغربيّاً، على الرغم من أنّ واشنطن وفرنسا وغيرهما، يعملان في الوقت عينه على التوصّل لهدنة إنسانيّة، ووقف دائم لإطلاق النار.
 
ولأنّ الحرب في غزة مستمرّة، وفتحت حكومة بنيامين نتنياهو معركة جديدة في رفح، فإنّ الحدود الجنوبيّة ستشهد أيضاً حالة من عدم الإستقرار، فموقف “حزب الله” واضح وصريح، وهو الإكمال حتّى النهاية في مساندة “حماس”، على الرغم من كلّ التوغّل الإسرائيليّ داخل غزة، وسيطرته على العديد من المدن والنقاط الأساسيّة في القطاع. ويوضح المراقبون أنّ إسرائيل أصبحت موجودة في عمق مناطق نفوذ حركة المقاومة الفلسطينيّة، أيّ أنّها احتلّت أجزاءً كبيرة منها، بينما لم تمتدّ الحرب إلى لبنان، علماً أنّ “الحزب” حذّر منذ بداية الصراع  من خطورة إنفجار الأوضاع الأمنيّة إنّ غزا العدوّ غزة بريّاً.
 
وأمام ما يحصل في غزة، وراهناً في رفح، فإنّ جبهة جنوب لبنان لن تشهد أيّ تغيّر، على الرغم من كلّ التهديدات الإسرائيليّة، فتل أبيب بحسب المراقبين، ستكتفي بتوجيه ضربات محدودة ومدروسة لقيادات “حزب الله” ومواقعه، فيما قد يستعمل الأخير أسلحة أكثر دقّة، ويقوم بقصف العمق الإسرائيليّ، لاستعراض قوّته، وكيّ يُوجّه رسائل حازمة لنتنياهو ولأميركا، من أنّ الحرب معه ليست سهلة أبداً.
 
ويتوقّع المراقبون أنّ تتّجه الحكومة الإسرائيليّة إلى طاولة المفاوضات، إنّ لم تنجح في تحرير رهائنها في رفح، وإنّ لم تستطع من تحديد موقع رئيس المكتب السياسيّ في “حماس” يحيى السنوار، وبقيّة قادة الحركة، عندها، قد لا تجد أمامها سوى وقف إطلاق النار، ما سيرتدّ حكماً على جنوب لبنان، وعلى أعمال “حزب الله” العسكريّة.

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى