ما هي مصلحة فرنسا في لبنان؟ هذا ما أعلنته صحيفة إسرائيلية

تناولت صحيفة “غلوبس” الإسرائيلية المقترح الذي قدمته فرنسا إلى لبنان قبل أيام لإنهاء القتال بين إسرائيل و”حزب الله” في لبنان، مستعرضة مصالح الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله في قبول أول مقترح مكتوب لحل الأزمة ومنع الحرب الشاملة.
وذكرت غلوبس، أنه خلافاً لقرار 1701 الذي أدى إلى وقف إطلاق النار في حرب لبنان الثانية عام 2006 من خلال انسحاب ظاهري إلى وراء نهر الليطاني (نحو 30 كلم)، أصبح الأمر الآن يتعلق بانسحاب كتائب الرضوان التابعة لحزب الله إلى مسافة حوالى 10 كم، وهي المرحلة الأولى من 3 مراحل.
وأوضحت الصحيفة أن المرحلة الثانية ستشمل دخول حوالي 15 ألف جندي من الجيش اللبناني إلى تلك المنطقة، وفي المرحلة الثالثة ستستمر المفاوضات لتحديد الحدود البرية بين البلدين.
موقف حزب الله من المفاوضات
تقول الصحيفة، إن حزب الله يقول إن وقف الأعمال العدائية على الحدود اللبنانية الإسرائيلية يعتمد على وقف الأعمال العدائية في غزة، لكن في الوقت الذي يتضرر فيه “حزب الله” وكل سكان جنوب لبنان من القتال، فمن الممكن أن تكون جولة المفاوضات الجارية في القاهرة “سلماً لهم للنزول من الشجرة”.
أمر أساسي لم يكشفه نصرالله
مصادر معنية بالشؤون العسكريّة توقفت عند هذا الشق الأساسي الذي لم يتحدث عنه نصرالله، وقالت لـ”لبنان24″ إنّ هذا الأمر يعني عدم إعطاء “حزب الله” حتى الآن أي مجالٍ لمناقشة هذا المطلب الذي تردده إسرائيل دائماً إلى جانب الموفدين الدوليين الذين يزورون لبنان.
وبحسب المصادر، فإن إغفال نصرالله هذه المسألة حالياً، يمكن أن يؤدي إلى استشراف أمرين أساسيين وهما: الأول وهو عدم الرغبة في إثارة هذه المسألة حالياً طالما أن العدوان مستمر على غزة ولبنان، وطالما أن إمكانية إندلاع حرب قائمة. أما الأمر الثاني فيرتبط بأنَّ “حزب الله” لا يود حالياً إعطاء أي وعود أو ضمانات طالما أن المعارك قائمة.
إلى ذلك، تقول المعلومات إنّ “حزب الله” لم يقدّم حتى الآن أي تصوّر أو رأي حاسم بشأن إمكانية إنسحاب “قوات الرضوان” أو تراجع الحزب كـ”قوة عسكرية” خلف السياج الحدودي بمسافة 8 إلى 10 كيلومترات.
ولفتت المصادر إلى أنَّ الحزب ما زال مُتكتماً عن أي خطوة في هذا الإطار، لافتة إلى أن أي قرار على هذا الصعيد يجب أن يكون ضمن قرار دوليّ، لا يشمل لبنان فقط بل إسرائيل أيضاً، وقالت: “هناك القرار 1701، فلتقم إسرائيل بتطبيقه أولاً وعنده لكل حادث حديث”.
ما مصلحة فرنسا؟
أوضحت الصحيفة الإسرائيلية، أن فرنسا تقليدياً قريبة من لبنان منذ فترة الانتداب الفرنسي التي سبقت استقلال لبنان، وعلاوة على ذلك، يعيش في لبنان نحو 20 ألف فرنسي، ويشارك نحو 800 جندي فرنسي في قوة اليونيفيل، لذلك لا تريد باريس للبلد أن ينهار.
الموقف الإيراني
وبحسب الصحيفة، زار وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان بيروت نهاية هذا الأسبوع، والتقى بالأمين العام لحزب الله، وطلب منه عدم التصعيد.
كذلك، ذكرت الصحيفة أن الإيرانيين في طهران يديرون تحركات وكلائهم في المنطقة، ولكن يوم الأحد، شعروا بالحرج عندما هاجم الحوثيون سفينة إمداد في البحر الأحمر كانت في طريقها إلى ميناء “الإمام الخميني”.
أزمة إسرائيل مع المقترح الفرنسي
وتقول “غلوبس”، إن إسرائيل لديها أزمة مع المقترح الفرنسي، نظراً لسؤال مركزي مطروح، وهو “ما وضع أعضاء حزب الله الذين يعيشون مع عائلاتهم في المناطق القريبة من الحدود؟”.
حجم الأضرار الاقتصادية التي لحقت بلبنان
أشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن ما يثير استياء نصرالله، أن حدة القتال الحالية في جنوب لبنان تتسبب في إلحاق أضرار جسيمة بالاقتصاد المنهار بالفعل، وقد بلغت قيمتها في الأشهر الأربعة الأولى من الحرب بلغت 1.2 مليار دولار، حيث تركزت الأضرار في البنية التحتية والطرق والمباني والأراضي الزراعية.
في الوقت نفسه، وقعت أضرار تقدر بنحو 300 مليون دولار نتيجة إغلاق المؤسسات ووقف الأعمال في جنوب لبنان، فيما تم إجلاء أكثر من 86 ألف مواطن من المنطقة، من حوالى 87 قرية وبلدة، بحسب بيانات الأمم المتحدة.
وأضافت غلوبس أنه كما يحدث في إسرائيل، فإن عمليات الإخلاء تؤثر على اقتصاد لبنان بأكمله، حيث يعد الجنوب مركزاً للنشاط الزراعي.
وأمس، قال نصرالله في خطابه إن “الذي يتحمل العبء الأول اليوم في الجبهة اللبنانية هم سكان القرى الأمامية وأهل الجنوب”، وأضاف: “القرى الحدودية هي التي تمارس فعل المقاومة من خلال الآلام والتضحيات ويجب احترام إرادتها أيضاً”.
وتابع: “ظاهرة الإصرار من أهل القرى الحدودية على أن يشيّعوا الشهداء في القرى الحدودية وتحت عيون المواقع الإسرائيلية المحتلة هي تعبير عن الإرادة والخيار المقاوم.. كذلك، نؤكد أنه سيعاد بناء البيوت المدمّرة في الجنوب وأحسن مما كانت”.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook