القوى المسيحية امام مفترق التسوية
اصبحت فكرة السلة الكاملة الاكثر تداولاً، اذ من المرجح حصول نوع من الاتفاق الشامل على كل التفاصيل في لبنان كما في باقي الدول في المنطقة وذلك بهدف توزيع النفوذ هنا وهناك. وانطلاقا من هذه الثابتة التي باتت القوى السياسية تدركها بشكل واضح، بدأت الاستعدادات العملية للتعايش مع ما هو آت داخلياً واقليميا. لكن السؤال الاساسي يكمن في كيفية تعامل القوى المسيحية مع هذه التسوية.
ازمة الاحزاب المسيحية الاساسية هي في اعتراضها الجذري على التوجهات السياسية لـ “حزب الله”، واجماع هذه القوى على رفض وصول مرشح الحزب رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية الى الرئاسة، وهذا ما يوحي بأن تراجع هذه الاحزاب او بعضها عن موقفها سيعني انكسارها السياسي امام الاحزاب” ذات الطابع الاسلامي”. وفي حال لم تتراجع فإنها ستصبح خارج التسوية خلال سنوات العهد المقبل وهذه انكسارة مشابهة لما حصل بعد ” تسوية الطائف”.
من الواضح ان “التيار الوطني الحر” ليس راغبا بأن يكون مساندا لحزب الله لإيصال فرنجية لكنه في الوقت نفسه يرغب بأن يكون جزءا من الحل ومشاركا في السلطة ولعل هذا الخيار لن يكون بعكس ارادة الحزب الذي يريد لحليفه العوني، بالرغم من كل الخلافات السياسية بينهما، ان يبقى داخل الحكومة ومشاركا في القرار السياسي والاستراتيجي.
إن حصل هذا الامر سينقذ “التيار” نفسه من العزلة، الا في حال رفع رئيس التيار جبران باسيل سقف شروطه كالعادة.
من جهة اخرى يبدو موقف “القوات اللبنانية” اكثر صعوبة، على اعتبار ان سقفها السياسي مرتفع جدا ولا يمكن لها النزول عن شجرة الرفض لاي خيار يعطي “حزب الله” افضلية سياسية داخلية. وعلى افتراض ان اسهم تقدم الحزب مرتفعة بسبب رغبة الاميركيين بالمقايضة بين التهدئة العسكرية في الجنوب والمكتسبات السياسية في الداخل، فإن موقف معراب بات دقيقا وبحاجة لحسابات متأنية جدا وخطوات سريعة.
وحدها “الكتائب اللبنانية” غير مهتمة بنتائج التسوية، على اعتبار ان مشاركتها في السلطة ليست مهمة بالنسبة لها، وان بقاءها في المعارضة سيكون مربحا لها على الصعيد الشعبي ويمكنها من مقارنة موقفها بموقف خصومها على الساحة المسيحية امام الرأي العام…
مصدر الخبر
للمزيد Facebook