صحة

الأرز الأسود.. كنز من الفوائد الغذائية

لطالما اعتبر الأرز واحداً من أقدم الأطعمة وأكثرها شعبية، فهو يُزرع في أكثر من 100 دولة، ويُستهلك من قبل معظم سكان العالم البالغ عددهم 8 مليارات نسمة.

ولسنوات عديدة، كان الأرز البني أو الأسمر، هو الخيار الأكثر صحة بالنسبة للمستهلكين مقارنة بالأرز الأبيض، ولكن يبدو أن هذا الواقع في طريقه لأن يتغير، حيث بات أخصائيو التغذية، الذين يتبعون أحدث الاتجاهات في مجال الصحة، ينصحون باستبدال الأرز الأبيض والأسمر بالأرز الأسود، الذي يعرف أيضاً باسم “الأرز المحظور”، كونه خياراً غذائياً أكثر صحة.

أول من أدرك قيمته الغذائية

ويقول المهندس الزراعي أحمد القاسم، في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن الأرز الأسود هو نوع فرعي من الأرز الآسيوي، حبته متوسطة إلى طويلة، له نكهة حلوة تفوق بكثير نكهة الأرز الأبيض والبني، كاشفاً أن الصينيين كانوا أول من أدرك القيمة الغذائية لهذا الأرز وقاموا بزرعه بنشاط، مشيراً إلى أن تسميته بالأرز الأسود ترتبط أيضاً بالصين، حيث كان الأرز الأسود “محظوراً” على عامة الشعب هناك، وكان يزرع للطبقة الأرستقراطية خصيصاً، ولذلك عُرف أيضاً باسم “الأرز المحظور”.

ويشرح القاسم أن الأرز الأسود يُزرع بنفس الطريقة التي يُزرع بها الأرز الآسيوي، ولكن الفرق أن محصوله منخفض للغاية، مقارنة بباقي أنواع الأرز، كما أنه يحتاج لعناية كبيرة، فظروف زراعته يجب أن تكون قريبة من الكمال، لافتاً إلى أن الأرز الأسود يكتسب لونه بشكل طبيعي وليس نتيجة تجربة علمية، وهو أغلى ثمناً من باقي أنواع الأرز بسبب محتواه الغذائي الغني، وبات اليوم متاحاً على نطاق أوسع في الأسواق، نظراً لارتفاع الطلب عليه.

وتقول أخصائية التغذية بتول اللو، في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن الأرز الأسود سحب اهتمام المستهلكين من الأصناف الأخرى للأرز، بسبب تفوقه الغذائي عليها، فهو غني بمضادات الأكسدة، وخاصة الأنثوسيانين، المسؤول عن لونه الداكن المميز، وهذا ما يمنحه القدرة على  محاربة الالتهابات في جسم الإنسان. وكشفت أن الدراسات تظهر أن الأرز الأسود غني بـ 23 نوعاً من مضادات الأكسدة، وله أعلى نشاط مضاد للأكسدة بين جميع أصناف الأرز الأخرى.

 كنز من الفوائد الغذائية

وبحسب اللو فإن الأرز الأسود يمثل كنزاً من الفوائد الغذائية، وهذا ما تؤكده عدة أبحاث، إذ يساعد على محاربة “الجذور الحرة” الضارة في الجسم، التي تتسبب بتلف الخلايا والبروتينات والحمض النووي، وتؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالسرطان وإلى تصلب وانسداد الشرايين، مشيرة إلى أن الأرز الأسود هو مصدر جيد للألياف الغذائية، ما يساعد في الحصول على جهاز هضمي صحي، كما أنه يساهم في إبعاد شبح الإصابة بالسكري، فكمية الألياف التي يحتويها، تبطىء عملية امتصاص السكر في الدم، إضافة إلى دوره المفيد لناحية التحكم بالوزن إذ يسهم في الشعور بالشبع.

نمو وإصلاح العضلات

وتشرح اللو أن الأرز الأسود يدعم نمو العضلات وإصلاحها، فهو يحتوي على نسبة عالية من البروتين مقارنة بأنواع الأرز الأخرى، كما أنه يوفر المعادن الأساسية مثل الحديد والزنك، مما يحسن صحة الدم ووظيفة المناعة، لافتة إلى أن الأرز الأسود خالٍ من الغلوتين بشكل طبيعي، ما يجعله خياراً مرغوباً من قبل الأشخاص الذين يعانون من حساسية الغلوتين، وبشكل عام، فإن المحتوى الغذائي للأرز الأسود يدعم النظام الغذائي الشامل، ويمكن أن يساهم في تحسين الصحة العامة والرفاه.

رد فعل تحسسي

وتؤكد أخصائية التغذية أنه من المهم مراعاة العيوب المحتملة للأرز الأسود، الناتجة عن استهلاكه بكميات كبيرة، مثل تسببه بزيادة الوزن فكل 22.5 غراماً منه تحتوي على 80 سعرة حرارية، كما يمكن أن يتسبب الأرز الأسود برد فعل تحسسي، كونه قد يحتوي ومثل أنواع الأرز الأخرى على آثار من الزرنيخ، وبالتالي، فإن الاعتدال في تناوله هو مفتاح الحل، مشددة على أن الأرز الأسود له نكهة حلوة وجوزية قليلاً وملمس فريد قد لا يناسب أذواق الجميع.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى