بعض ما سمعه فرنجية من نصرالله عن صمود المحور
انعقد اللقاء بينهما في مكان ما من الضاحية الجنوبية في حضور عدد من “ضباط الارتباط” والتنسيق بين الطرفين.
ونظراً الى الضرورات التي تحكم الموقف، كان نصرالله، بحسب المصادر، هو المبادر الى حديث مفصّل نسبياً ينطوي على إلقاء الاضواء على التصورات والاستنتاجات التي تستند اليها قيادة الحزب خصوصا و”محور المقاومة” عموما لقراءة معمّقة لأفق المرحلة التي اعقبت مباشرة عملية “طوفان الاقصى ” وما ترتب عليها من تطورات ملتهبة على طول الحدود الجنوبية بين لبنان واسرائيل، ومن ثم لاحقاً على ساحتي العراق واليمن وما بينهما الساحة السورية. ووفق المصادر عينها فإن نصرالله تولى الحديث عن الرهان الذي عقده على “انتظار كلمة الميدان حصراً وان مهمتنا ستكون التفاعل مع هذا الواقع وشرحه”، وهو ما تجلّى صراحة في الاطلالة الاعلامية الثانية له والتي تلت محطة 8 تشرين الاول الماضي، واعتبر انه لم يكن رهانا عابرا أو يائسا، وثبت بالدليل الحسّي انه كان رهانا في محله تماما، اذ ان هذا الميدان الشاسع الذي أُعطيَ اهمية مطلقة جعلت الانظار مشدودة اليه، قد أفرز وقائع وحقائق على قدر من الاهمية لم تكن متوافرة بالأصل عند قيادة المحور ساعة اطلقت حركة “حماس” عمليتها في اتجاه غلاف غزة. وعلى رغم عدم علمها المسبق بساعة الصفر التي اختارتها “حماس”، لم يكن أمام “المقاومة” إلا ان تخوض معها تجربة مواجهة ومنازلة مختلفة القواعد تماما.
وتنقل تلك المصادر عن نصرالله ان تطورات الميدان اثبتت بما لا يرقى اليه الشك صدق “شعار وحدة الساحات” الذي استخفّ به كثر يوم رُفع شعارا مرحليا متقدما، وشاء ان يبرز اهمية “دخول الحوثيين في اليمن في المعركة المفتوحة كجبهة إسناد ودعم للاخوة في غزة والضفة”. واعتبر ان هذا الولوج غيّر الكثير من المعادلات والوقائع عند المحور وعند أعدائه في آن، وأحدث انعطافة وتحوّلاً كبيرين عزّزا موقع صنعاء في المعادلات الكبرى وجعلاها لاعبا اساسيا يُحسب حسابه، فضلاً عن حجم الدعم والاسناد الذي قدمه بهذا الدخول الى غزة. ومن الثابت ان تداعيات هذا الدخول اليمني ونتائجه المستقبلية ستتبدّى اكثر في المقبل من الايام، اذ ثمة معادلة جديدة ستفرض نفسها.
وذكرت المصادر نفسها ان نصرالله تحدث الى ضيفه عن تطورات الوضع على الحدود الجنوبية، وعرض للقاء الذي جرى بين وفد من الحزب وموفد الاتحاد الاوروبي جوزيب بوريل ابان زيارة الاخير الى بيروت، فأشار الى ان وفد الحزب ابلغه صراحة “اننا لسنا في وارد الدخول في حرب مفتوحة واسعة مع اسرائيل، واننا نتعهد ألّا نكون البادئين أو السبّاقين بها، ولكن هذا مقرون بشرطين: الاول اننا لسنا في وارد الكفّ عن اداء الدور الذي نؤديه منذ البداية وهو دور مساندة غزة ومقاوميها وشعبها الذي يتعرض لحرب ابادة بشهادة العالم كله، ونحن والحال هذه لن نبقى مكتوفين ولا ننصر شعب غزة المظلوم. ونحن اعلنّا سابقا اننا سنوقف هذا الدور في اللحظة التي يتوقف فيها العدوان على غزة.
والشرط الثاني ان هذا التعهد يسقط تلقائيا في اي لحظة نستشعر فيها ان العدو قد فتح ابواب حرب واسعة نحو لبنان. وعندها سنثبت في الميدان ما سبق وقلناه بأننا مستعدون لخوض حرب بلا سقوف مع العدو المعتدي علينا”.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook