آخر الأخبارأخبار محلية

الحلّ في الجنوب هل يسري على مزارع شبعا؟

كتبت روزانا بو منصف في” النهار”: فيما سرى أن هوكشتاين أو حسب ما نُسب إليه قد يحمل مقترحاً بوضع مزارع شبعا وتلال كفرشوبا تحت انتداب الأمم المتحدة متبنّياً فكرة أثارتها وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندوليزا رايس في أثناء زيارة لها للبنان في 15 حزيران 2008، يقول سياسيون مطلعون إن اقتراحاً مماثلاً يحمله هوكشتاين قد يحرج لا بل سيحرج بقوة أركان الدولة في لبنان. فالمقترح نفسه زمن زيارة كوندوليزا رايس التي قالت آنذاك “إن الوقت قد حان للتعامل مع قضية مزارع شبعا” بحسب هؤلاء رفضته ثلاث جهات معنيّة هي إسرائيل التي اعترضت على التخلي عن مزارع شبعا ربطاً بالمحطات السلمية بينها وبين سوريا حول الجولان وجزء من التفاوض حوله قبل أن تطور موقفها لاحقاً بإبداء الاستعداد لسحب قواتها من مزارع شبعا من أجل أن تكون تحت سلطة الأمم المتحدة. ورفضت سوريا التي لم تثبت بالوثائق أمام الأمم المتحدة ملكية لبنان لمزارع شبعا المقترح فيما المزارع في عرف المنظمة الدولية وإسرائيل سورية كما رفضه “حزب الله”.

السؤال هو: هل الجانب اللبناني يطرح تطبيق القرار 1701 مطالباً بانسحاب إسرائيل من أراضيه المحتلة فيشمل كفرشوبا ومزارع شبعا رداً على طلب إسرائيل إبعاد الحزب الى ما وراء الليطاني أم يطالب بتحديد الحدود أو ترسيمها في النقاط الخلافية 13 التي تم الاتفاق على 7 منها مع إسرائيل فيما تبقى 6 موضع خلاف من بينها ما أشار إليه بري أي النقطةB1 الساحلية عند رأس الناقورة. فالذهاب في صيغة الانسحاب الكلي إذا أرادت إسرائيل ذلك سيحرج لبنان ليس بسبب إفقاد الحزب مبرّرات “مقاومته” بل أيضاً لعدم نزع أوراق من أيدي سوريا وإيران، علماً بأن البعض يعتبر كذلك أن الانسحاب الإسرائيلي في حال حصوله سيؤمن ضماناً لإسرائيل من لبنان الذي سيضطر إلى التعهد بأن الجيش اللبناني سيكون القوة الوحيدة التي ستعمل في الجنوب، وسيعزز المراقبة أيضاً على استخدام السلاح فيه، فيما الضمان المطلوب إن كان ذلك وارداً هو ذاك الذي ستطلبه إيران من أجل ضمان استمرار الحزب وسلاحه كما هو. فحين ربط الحزب موضوع مساندة حركة حماس من الجنوب اللبناني يُخشى أنه بذلك يدفع بلبنان لأن يكون جزءاً من الأجندة الإقليمية بحيث لا يمكن فصل موضوع الجنوب عمّا يحصل في غزة أولاً ونتائجه وتداعياته. فلبنان كان خارج هذه الأجندة قبل عملية 7 تشرين الأول وأدخل الى الأجندة الإقليمية بعد هذا التاريخ ليس كلاعب بل متأثراً بما يجري علماً بأنه بات جزءاً من المشكلة الإقليمية ولعبة الشطرنج الجارية فيها. هذا يعني ثانياً أنه قد تصعب رؤية تسوية أو حل في الجنوب في ظل عدم تسوية إقليمية وإن كان ثمّة تلاقٍ في المصالح بين إسرائيل وإيران ربما أخذت إيران في مقابل ضمان إبعاد الحزب من المنطقة الحدودية المباشرة الإبقاء على الحزب بقدراته وإمكانياته في مقابل الضمان الذي ستأخذه إسرائيل بأن لا خطر سيشكله الحزب عليها كما فعلت “حماس” . وهذا هو جوهر الأمور وليس النقاط العالقة في الترسيم الحدودي الذي يمكن إيجاد مخارج له، خارج موضوع مزارع شبعا وتلال كفرشوبا باعتبار ضرورة شمول سوريا فيها لإقامة اتفاق ثلاثي، وهذا صعب جداً في المرحلة الراهنة، فيما التوصل الى اتفاق يشكل ضمانة لكل من إسرائيل وإيران ويحل النقاط الحدودية العالقة من شأنه أن يعطي لبنان شيئاً لكن بناءً على نتيجة تثمير تدخل الحزب في الحرب التي أصر أمينه العام على تبريرها بمبررات تصب في هذا الإطار.

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى