ما الذي نعرفه عن الفلسطينيين الذين اعتقلهم الجيش الإسرائيلي شبه عراة؟
عشرات الرجال الفلسطينيين شبه عراة بعد أن اعتقلهم الجيش الإسرائيلي: هذا ما تظهره عدة صور نشرت في 7 كانون الأول/ديسمبر الجاري والتقطت في شمال قطاع غزة. وتؤكد حسابات مناصرة لإسرائيل أن هؤلاء الأسرى هم من مقاتلي حركة حماس بعد استسلامهم. ولكن مقربين من الأشخاص الذين تم إيقافهم تحدثوا عن اعتقالات عشوائية بينهم مراسل “العربي الجديد”. وفي يوم 8 كانون الأول/ديسمبر بعد الظهر، تم إطلاق سراح عدد منهم.
نشرت في: 11/12/2023 – 18:25
9 دقائق
ما الذي حدث في بيت لاهيا في قطاع غزة يوم الخميس 9 كانون الأول/ ديسمبر الجاري؟ إذ أظهرت عدة صور عددا من الفلسطينيين جاثين على ركبهم وهم شبه عراة بعد اعتقالهم من الجيش الإسرائيلي في هذه المدينة الواقعة في شمال القطاع وبدأ تداولها بعد ظهر نفس اليوم.
في حدود الساعة الثانية بعد الظهر، نشرت قناة إسرائيلية على تطبيق تلغرام يتابعها أكثر من 270 ألف شخص بالخصوص عشرات الصور ومقاطع الفيديو للمشهد مؤكدة أنه يتعلق بـ”عشرات الإرهابيين من حركة حماس بعد تسليم أنفسهم للجيش الإسرائيلي”.
فيما أبدى عدد كبير من الحسابات المساندة للفلسطينيين تأثرهم بمشاهد إيقافهم شبه عراة.
Table of Contents
صور فلسطينيين شبه عراة معصوبي الأعين
ما الذي تظهره هذه الصور؟ في إحدى الصور، نرى أكثر من عشرة فلسطينيين جاثين على ركبهم بملابس داخلية فقط على رصيف مفترق طرق وأحاط بهم جنود الجيش الإسرائيلي. وفي مقطع فيديو يبلغ طوله عشرين ثانية التقط في نفس المكان نرى عشرات المعتقلين الآخرين وضعوا في صفوف وسط الشارع.
وتظهر صورة أخرى شاحنتين تسيران في طريق وتحمل في صندوقها عشرات المعتقلين. وفي صورة أخرى، نرى معتقلين فلسطينيين، دائما شبه عراة بملابسهم الداخلية وأحاط بهم جنود الجيش الإسرائيلي وسط منطقة محادثة بالرمال، وقد ظهر المعتقلون جاثين على ركبهم معصوبي الأعين.
وعلى غرار عدة حسابات أخرى، أكدت هذه القناة الإسرائيلية على تطبيق تلغرام أن المشهد التقط في خان يونس في جنوب قطاع غزة والتي تقول إسرائيل إنها معقل قادة حماس والتي تشهد حاليا معارك ضارية بين مقاتلي الحركة الإسلامية الفلسطينية والقوات الإسرائيلية منذ بداية كانون الأول/ديسمبر الجاري.
ولكن المشهد تم تصويره في الواقع في مدينة بيت لاهيا في شمال قطاع غزة وهو ما تؤكده تنسيقية التثبت من المواقع الجغرافية جيو كونفيرمد Geoconfirmed. وتظهر صور مفترق الطرق بالفعل واجهة صيدلية تقع في شمال قطاع غزة في شارق السوق، وفق تأكيد صفحتها على فيس بوك وهو ما نراه أيضا في صورة على صفحة بلدية المدينة على فيس بوك أيضا.
وفي إسرائيل، نقلت وسائل إعلام مثل “إن 12” و”ذي تايمز أوف إسرائيل” أن هؤلاء المعتقلين قد يكونوا إما “إرهابيين” أو “مشتبه في انتمائهم لحركة حماس”.
في المقابل، أكد المتحدث الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغري في تصريح لوكالة الأنباء البريطانية رويترز “نحقق ونتثبت في من له علاقة بحماس ومن ليس له علاقة بالحركة، أوقفناهم ونحن بصدد استجوابهم”.
بدروه، قال متحدث باسم الحكومة الإسرائيلي في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي إن هؤلاء الرجال هم في سن أداء الخدمة العسكرية وقد تم “اكتشافهم في منطقة أمر الجيش المدنيين بإخلائها منذ أسابيع عديدة”.
وعلى الرغم من اتصال فريق تحرير مراقبون فرانس 24 به، لم يرد الجيش الإسرائيلي على أسئلتنا بشأن السياق الحقيقي لاعتقال هؤلاء الفلسطينيين.
اعتقال مراسل صحافي
وبالرغم من أن الجيش الإسرائيلي طلب من مليون شخص من سكان شمال قطاع غزة إخلائه والتوجه إلى الجنوب منذ شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، أصر عدد كبير من المدنيين على البقاء في هذه المنطقة.
ويؤكد شهود عيان في عين المكان بأن الرجال الظاهرين في الصور لم يسلموا أنفسهم ولكنهم مدنيون اعتقلهم الجيش الإسرائيلي. وندد هؤلاء الأشخاص في شهاداتهم باعتقال أطفال قصر وصحافي وأكدوا أن الأشخاص المعتقلين لا علاقة لهم بحركة حماس. ويبقى من غير الممكن بما كان التحقق من مصدر مستقل من هذه صدقية هذه الشهادات.
أعلن هاني المأذون مدير مدير برامج الإغاثة في الولايات المتحدة في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة “الأونروا” بالخصوص على صفحته في موقع فيس بوك وفي تصريح لقناة أي بي سي الأمريكية أن أربعة من أقرباءه بينهم طفل لم يتجاوز عمره 13 عاما كانوا من بين المعتقلين على يد الجيش الإسرائيلي.
كما تحدث بعض من مستخدمي الإنترنت عن حالات اعتقال موظفين في الأونروا وقدموا لائحة بأسماء أشخاص من المفترض أنهم من بين المعتقلين. وفي اتصال مع فريق تحرير مراقبون فرانس24، أكدت متحدث باسم الأونروا أنه “لم يجد في سجلاته أسماء هؤلاء الأشخاص” الذين قيل إنهم من بين المعتقلين.
وفي نفس اليوم، أعلن الموقع الإعلامي المتخصص في أخبار الشرق الأوسط “العربي الجديد”، أنه تم اعتقال أحد مراسليه في قطاع غزة وهو الصحافي ضياء الكحلوت.
“اعتقلت القوات الإسرائيلية في غزة الصحافي ضياء الكحلوت مراسل الخدمة العربية في موقع العربي الجديد إضافة إلى أشخاص آخرين من أقربائه” هذا ما أكده الموقع الإخباري في مقال نشر في 7 كانون الأول/ديسمبر الجاري موضحا أنه لم يحصل على أي معلومات بشأن مصير مراسله.
بدورها، دعت اللجنة من أجل حماية الصحافيين “Committee to Protect Journalists” إلى الإفراج “فورا” على الصحافي منذ أن تم الكشفة عن أنه من بين المعتقلين. وحسب مقال في موقع ذي نيو أراب، صرحت أخت ضياء الكحلوت أن شقيقها أجبر تحت تهديد السلاح على ترك ابنته التي تحمل إعاقة لم يتجاوز سنها سبعة أعوام.
“الجيش الإسرائيلي فتش المكان بابا بابا وبيتا بيتا”
تتطابق شهادة أخرى لفريق تحرير مراقبون فرانس24 مع هذه الشهادة. إذ تمكن فريق التحرير من التواصل مع مراسل قناة دويتشه فيله الألمانية في غزة محمد الكحلوت والمنحدر هو الآخر من عائلة صحافي موقع ذي نيو أراب المعتقل لدى إسرائيل ضياء الكحلوت.
وأكد محمد الكحلوت وهو أصيل مدينة لاهيا ونزح حاليا إلى رفح في جنوب القطاع في صفحته على فيس بوك أن الجيش الإسرائيلي اعتقل عددا كبيرا من أقاربه.
وأرسل محمد الكحلوت لفريق تحرير مراقبون رسائل صوتية لابنة عمه التي كانت حاضرة على المشهد وأكدت أن الجيش الإسرائيلي جاء للبحث عن المعتقلين في بيوتهم.
“الجيش الإسرائيلي فتش المكان بابا بابا وبيتا بيتا وأخرج منها سكانها” تقول أخت محمد الكحلوت في رسالة صوتية قبل أن تضيف “بعد ذلك دق الجنود الأبواب بمؤخرة بنادقهم”. وتوضح أخت الكحلوت أيضا أن الجنود اكتفوا باعتقال الرجال وأجبروهم على “نزع ملابسهم” قبل أن يتم إخراجهم إلى الشارع وهو ما تظهره الصور المتداولة.
إطلاق سراح دفعة أولى من المعتقلين
وفي يوم الجمعة 8 كانون الأول/ديسمبر الجاري بعد منتصف النهار، قالت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي في مقال على موقعها الإلكتروني إنه تم إطلاق دفعة أولى من هؤلاء المعتقلين.
وتحدث مدير برامج الإغاثة في الولايات المتحدة في وكالة الأونروا من جهته في بيان نشر في وقت متأخر من صباح 8 كانون الأول/ ديسمبر الجاري عن إطلاق سراح أقربائه.
وأكد محمد الكحلوت من جهته في تصريح لفرانس24 أنه تم إطلاق سراح ثلاثة من أبناء عمه في صباح يوم 8 كانون الأول/ديسمبر الجاري. وفي مساء يوم الجمعة، أكد الصحافي المتواجد في رفح أن عمه وإخوته وباقي أبناء عمومته لا يزالون رهن الاعتقال.
وإلى حد كتابة هذه الأسطر، لم ترد أية معلومات بشأن مصير الصحافي ضياء الكحلوت.
//platform.twitter.com/widgets.js
مصدر الخبر
للمزيد Facebook