آخر الأخبارأخبار محلية

معركة سياسية هادئة.. والهدف منع حزب الله من التصعيد!

تتزايد بشكل كبير امكانية تدحرج المعركة في جنوب لبنان وتوسع نطاقها في ظل بدء الجيش الاسرائيلي عمليات جس نبض بالنار لمعرفة حدود رغبة “حزب الله” بالتصعيد، فتتكرر عمليات استهداف مجموعات تابعة له في سوريا في تجاوز واضح لقواعد الاشتباك التي فرضتها الاحداث الاخيرة، كما ان تعامل جيش العدو مع القرى الحدودية بدأ يأخذ منحى جديد من العنف والتدمير واصابة المدنيين.

التطورات جنوباً تسير بالتوازي مع استمرار المعركة الكبرى في غزة، وهذا ما قد يفتح الباب، إما لإنكسار جدي للجيش الاسرائيلي لن يكون قادراً ابدا على تجاوزه  او التعايش معه، او انكسار واستنزاف عميق لحماس.وفي الحالتين سيكون اشتعال المنطقة امراً واردا ودخول قوى جديدة الى الحرب امرا لا مفر منه، ان كان حلفاء حماس او الولايات المتحدة الاميركية لمساندة اسرائيل ومنع اي هزيمة مدوية لها.

في هذا الاطار تؤكد مصادر مطلعة ان كل الوساطات التي لا تتوقف والتي تسعى الى طرح مبادرات او شروط او اقتراحات مرتبطة بحضور وتموضع “حزب الله” في الجنوب هي عمليا مجرد ضغوط حقيقية من اجل فتح باب للتسوية مع الحزب تجعله يخفف حجم انخراطه في المعركة، او أقله يعطي ضمانات بعدم الذهاب أبعد مما ذهب اليه، وعليه فإن التوجه العام الدولي ليس لأخذ تنازلات من الحزب بل للحد من مشاركته الفعالة في القتال.

وتقول المصادر ان التسوية في لبنان قد تكون ثمناً لما قد يقدمه “حزب الله” للاميركيين لناحية عدم الدفع بإتجاه إشعال المنطقة خصوصا وأن طهران تؤكد لمن يتواصل معها انها لن تستطيع منع الحزب من التصرف وفق مصالحه وفي حال قرر توسيع رقعة المواجهة فلا تستطيع منعه، وهذا الأمر يعزز امكانية الوصول الى حلول مرضية لجميع الاطراف خصوصا إذا توقف قرار إخراج عزة من المعادلة الاستراتيجية، وهزيمة حماس بالكامل. 

وتشير المصادر إلى أنه في الوقت نفسه لا يستطيع الحزب مقايضة مبادرته الاستراتيجية بمكتسبات داخلية او برئاسة الجمهورية خصوصا وأن مقاربته تقول بأن فوز حليفه بالرئاسة ليس مستحيلا وممكن الحصول في حال تمكن من الانتصار بالمعركة الحالية الدائرة في المنطقة، فلماذا يسلم جزءا من اوراق قوته من اجل مكسب سياسي هو قادر على الحصول عليه عبر الاستثمار بمزيد من الوقت. 

في الوقت الذي تغيب فيه السياسة عن مختلف الدول المتأثرة بالمعركة الحاصلة في قطاع غزة، تزداد الحراكات السياسية في لبنان من اجل ايجاد حلول داخلية ولمنع “حزب الله” من الانخراط الكامل في المعركة، لكن حتى اللحظة لا يظهر الحزب أي تجاوب او اهتمام بكل هذه الاتصالات ولا يزال غير راغب منذ الايام الاولى في اعطاء اي ضمانة لأي وسيط مهما كانت جنسيته، بأنه لن يذهب الى حرب شاملة اذا تخطت تل ابيب الخطوط الحمراء.

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى