باسيل وحيداً ضدّ التمديد لقائد الجيش؟
إلتقط باسيل لحظة الحرب وأعاد اصطفافه الكامل الى جانب “حزب الله” من دون أن يخسر ماء وجهه السياسي، وهذا ما قدره الحزب جيداً، حتى ان بعض المراقبين توقع أن يكون حراك باسيل الاخير محاولة منه أيضا لتصفير مشاكله السياسية مع حلفائه السابقين او مع حلفاء حلفائه، مثل رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية وحتى مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي.
لكن هذا لم يحصل اذ ان باسيل غلب عليه طبعه، ولم يستطع التعايش مع المرحلة الجديدة، وبعد أن حصل على هدية مجانية من رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية مرتبطة بعدم التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون، دفع بتصريحاته المستفزة فرنجية الى التراجع عن تصريحه، وهذا ما يعني أن “حزب الله” المتردد أصلا بشأن استحقاق قيادة الجيش لم يعد قادراً على دعم خيارات باسيل.
حتى ان باسيل وضع شروطاً على اكثر من طرف سياسي كان يمكن ان يسير معه في رفض التمديد لعون لكنه تعامل مع القضية على قاعدة ان يكون الرابح الوحيد، اي انه أراد أن يربح بالسياسة على قائد الجيش، وأن يربح بالمحاصصة والنقاط السياسية على من سيسير معه في تعيين بديل لعون. من هنا انسحب حلفاء باسيل المفترضين من التقاطع معه في استحقاق قيادة الجيش وبات التمديد لعون أقرب من السابق.
حتى “حزب الله” لم يكن يرغب في الذهاب الى مواجهة من أجل انهاء مسيرة عون حالياً، على اعتبار انه ليس لديه مشكلة حقيقية معه في قيادة الجيش اولا، ويرغب بأن يبقي الرجل ورقة جدية في وجه رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل ثانياً، ولا يريد ان يخوض حربا سياسي حول منصب قيادة الجيش مع الاميركيين الذي يفضلون التمديد لعون في هذه المرحلة.
كل هذه الاعتبارات كان من الممكن أن يتخطاها “حزب الله” في حال وجد ان حلفاظه توافقوا على تعيين بديل لعون، او على آلية لملء الفراغ في حال عدم التمديد لقائد الجيش، كل هذا لم يحصل وبات باسيل شبه وحيد اليوم، فيما معظم القوى باتت تميل للتمديد لعون لاسباب متعددة، فهل يتعلم باسيل”من كيسه” في الاستحقاقات المقبلة؟
مصدر الخبر
للمزيد Facebook