تصعيد حزب الله في الجنوب لـتعزيز دفاعاته ليس إلا
وتعزيزاً لمفاعيل هذا التوجه أدخل الحزب في هجومه المشهود ذاك العنصر الفلسطيني على نحو اوسع واكبر وقعاً ودلالة من ذي قبل. وتجسد ذلك في اعلان حركة “حماس” انها قصفت للمرة الاولى مستوطنة كريات شمونة في الجليل الاعلى البعيدة نسبياً عن الخط الحدودي بأكثر من اربعين صاروخاً، ما ألحق بهذه المستوطنة التي لها مع الفدائيين الفلسطينيين تاريخ طويل من المواجهات والصراعات قبل العام 1982.
وعلى رغم كل هذه التطورات الحافلة بالدلائل، فان ثمة مراقبين مازالوا يعتقدون ان الحزب واسرائيل ما زالا يلعبان في مساحة متفق عليها وضمن قواعد محددة ولا يرغبان الى الآن في تبديلها. ويتذكر حاملو هذه الرؤية ان اسرائيل تعمدت بعد ساعات قليلة من عملية أسر جنودها في العملية التي نفّذها مقاتلو الحزب في خراج عيتا الشعب في تموز عام 2006، تدمير كل الجسور ومؤسسات حيوية فضلاً عن المطار، وهي حتى الآن ورغم كل التوتير والاحتقان والتصعيد تحرص على ألّا تتعدى قذائفها نحو الاراضي اللبنانية الـ 5 كيلومترات عمقاً. ويبدو من خلال البرهان الميداني ان الحزب يمارس الامر نفسه فلا تتعدى قذائفه وصواريخه هذه المساحة في عمق الاراضي الفلسطينية المحتلة. وصار واضحاً ان الحزب يضبط ساعته العسكرية على هذا الواقع مراعاة لاعتبارات عدة، ابرزها ان ليس له مصلحة في تعميق جبهة المواجهة لانها والحال هذه ستحيل عشرات القرى والبلدات الحدودية اللبنانية التي يقطنها نحو نصف مليون مواطن الى بلدات غير صالحة للسكن.
وفي هذا السياق، يقول عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب محمد خواجة: “ان ما نفذته المقاومة في الجنوب من اجراءات وخطوات منذ السابع من الشهر الماضي إنما تندرج في اطار تحصين دفاعاتها”. ويعتبر خواجة ردا على سؤال ان “السماح للعنصر الفلسطيني المسلح بالمشاركة في المواجهات على الحدود هو “مرتّب ومضبوط” ولا يوجد أي تفلّت لان القرار النهائي حوله هو عندنا في لبنان. اما التحذير من العودة الى مرحلة ما قبل العام 1982 (قبل الاجتياح الاسرائيلي الواسع في صيف ذلك العام ) فهو مجرد تخويف، اذ ان تلك المرحلة قد انقضت ولا يمكن ان تعود”.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook