بسبب حزب الله.. تقريرٌ أميركي يكشف ما فعلته إسرائيل في غزّة!
وعلى مستوى تكتيكي، أوضحت “فايننشال تايمز”، نقلا عن مصدر مطلع على خطط الاحتلال العسكرية، أن وجود أعدادٍ قليلة من القوات البرية في الميدان يسمح بمنح غطاء جوي قريب لها، وهو ما يحاول الاحتلال القيام به عبر التوغل في أجزاء من شمالي قطاع غزة، بعدما أمضت حركة حماس سنوات في إعداد خطوطها الدفاعية.
وأضافت الصحيفة نقلاً عن مسؤولين تأكيدهم أن المواجهات ستكون حامية في غزة، بما أن حماس تدربت على القتال داخل المدن وأنشأت شبكة ضخمة من الأنفاق، تسمح لمقاتليها بالتنقل ونقل الأسلحة بدون رصدهم، فضلا عن ترسانتها من الأسلحة المضادة للدبابات والمتفجرات.
واعتبرت الصحيفة أن الاحتلال الإسرائيلي تلقّى إشارة أولى بخصوص المعارك التي تنتظره أمس الأحد، حينما استطاع مقاتلو حماس مباغتة عناصره غرب موقع إيرز شمال قطاع غزة، واستهداف آلياته، والإجهاز على عدد من الجنود بداخلها.
وفي هذا الصدد، تنقل الصحيفة عن إيال حالوتا، الذي ترأس حتى وقت قريب “مجلس الأمن القومي الإسرائيلي”: “الشيء الأكثر سوءا من ميدان المعركة داخل المدن هو ميدان المعركة في أنقاض المدن. هناك أماكن عديدة يستطيعون الاختباء فيها وتنفيذ مداهمات مباغتة”.
وأضاف: “حينما يصبح الجيش الإسرائيلي ثابتا في مكانه، فذلك يجعله ضعيفاً أكثر، ولهذا السبب تراهم دائماً في حركة بطيئة ولكن متواصلة، مع حرص شديد على تأمين المناطق المتواجدين فيها”.
وفيما أوضحت “فايننشال تايمز” أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يتكتم بشدة بخصوص نشر وحداته “في واحدة من أهم عملياته خلال عقود”، قالت نقلا عن مسؤولين إن الرفع التدريجي في عدد القوات المتوغلة لغزة يهدف في الأساس إلى تفادي سيناريو دخول “حزب الله” على خط المواجهات.
وأشارت في هذا الصدد إلى أن تخصيص وحدات أقل بغزة قد يعني أن الاحتلال الإسرائيلي بوسعه إرسال قواته بسرعة إلى الشمال في حال دخل “حزب الله” في الحرب.
ونقلت عن مسؤول غربي قوله: “تساورهم مخاوف من أن يرى حزب الله وإيران الاجتياح البري نقطة شرارة لتصعيد من نوع ما، ولهذا لم يسموها اجتياحاً برياً”.
من جهة أخرى، أوضحت “فايننشال تايمز” أن مراقبين آخرين يرون أن مستوى ودرجة التوغل البري الأولي تعطي إشارة على أن إسرائيل تهدف إلى تحقيق طموح أقل من القضاء على حركة حماس.
كذلك، صرّح ديبلوماسي غربي للصحيفة قائلاً: “يبدو أن طموحهم ما دون إنهاء وجود في غزة. يبدو أنهم استعاضوا عن ذلك بالرغبة في ضرب البنية العسكرية لحماس وقتل القيادات، لكن الجواب الحقيقي هو أنهم لم يحددوا بعد ما هو هدفهم النهائي، ربما لأنهم لم يضعوه بعد”.
وفيما يشير إلى حالة التخبط هذه، نقلت الصحيفة عن رئيس الوزراء الإسرائيلي سابقا، إيهود أولمرت، قوله:: “الوقت أقصر بكثير مما نتصور”، في إشارة منه إلى غياب هدف نهائي لدى كابينت الحرب الإسرائيلي. وأضاف بخصوص الدعم غير المشروط التي تقدمه الولايات المتحدة بقيادة جو بايدن للاحتلال: “حتى اللحظة أعطتنا (الولايات المتحدة) هدايا. في المستقبل، قد يعطوننا أوامر”. (العربي الجديد)
مصدر الخبر
للمزيد Facebook