خطة لمواجهة نزيف ما بعد الولادة.. أحد أهم أسباب وفاة الأمهات
أصدرت منظمة الصحة العالمية، الثلاثاء، خارطة طريقها الأولى لمعالجة نزيف ما بعد الولادة، الذي يُعرَّف بأنه النزيف المفرط بعد الولادة، والذي يصيب ملايين النساء سنوياً، ويُعد السبب الرئيسي لوفيات الأمهات في العالم.
وعلى الرغم من إمكانية الوقاية منه وعلاجه، يعد نزيف ما بعد الولادة من المضاعفات الخطيرة والمهددة للحياة، والتي تحدث مباشرة بعد الولادة، كما يشكل عبئاً هائلاً على صحة الأم والجنين.
وغالباً ما يحدث النزف التالي للوضع دون سابق إنذار، ويمكن أن يكون لظهوره السريع عواقب مدمرة على الأمهات والأسر والمجتمعات، كما يؤدي إلى حوالي 70 ألف حالة وفاة كل عام.
وبالنسبة لأولئك الذين يبقون على قيد الحياة، يمكن أن يسبب إعاقات وصدمات نفسية تستمر لسنوات.
خارطة طريق جديدة
وتحدد خارطة الطريق نطاقاً زمنياً لمكافحة نزيف ما بعد الولادة يمتد بين عامي 2023 و2030 كما تشمل الإجراءات ذات الأولوية لتطوير إرشادات جديدة وأوسع نطاقاً بشأن النزف التالي للولادة.
وتغطي تلك الإجراءات الوقاية والكشف والعلاج، والبحث العلمي لتقديم الابتكارات وزيادة الوصول إلى التدخلات التي أثبتت جدواها، وإنشاء آلية شراء جديدة لتحسين المعروض من الأدوية والسلع عالية الجودة، الدعوة وبناء الوعي، والتدريب والتحسينات على مستوى المرافق.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن النزيف الحاد أثناء الولادة هو أحد الأسباب الأكثر شيوعاً لوفيات الأمهات، ومع ذلك يمكن الوقاية منه وعلاجه بدرجة كبيرة، مشيراً في بيان إلى أن خارطة الطريق الجديدة ترسم طريقاً
للمضي قدماً نحو عالم يتمتع فيه عدد أكبر من النساء بولادة آمنة ومستقبل صحي مع أسرهن.
وتهدف خارطة الطريق إلى مساعدة البلدان على معالجة الاختلافات الصارخة في نتائج البقاء على قيد الحياة من النزف التالي للوضع، والتي تعكس عدم المساواة الكبيرة في الوصول إلى الخدمات الصحية الأساسية.
ويقول البيان إن أكثر من 85% من الوفيات الناجمة عن النزف التالي للوضع تحدث في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وجنوب آسيا.
وتشمل عوامل خطر الموت جراء النزف التالي للولادة فقر الدم، وتشوهات المشيمة، ومضاعفات أخرى في أثناء الحمل مثل الالتهابات وتسمم الحمل.
ويمكن إدارة العديد من عوامل الخطر إذا توفرت رعاية جيدة قبل الولادة، بما في ذلك الوصول إلى الفحص بالموجات فوق الصوتية، إلى جانب المراقبة الفعالة في الساعات التالية للولادة. وإذا بدأ النزيف، فيجب اكتشافه ومعالجته بسرعة كبيرة.
“كل دقيقتين“
ومع ذلك، وفي كثير من الأحيان، تفتقر المرافق الصحية إلى العاملين أو الموارد اللازمة في مجال الرعاية الصحية، بما في ذلك العوامل المنقذة للحياة مثل هرمون الأوكسيتوسين أو حمض الترانيكساميك أو الدم.
وقالت مديرة الصحة الجنسية والإنجابية والصحة الإنجابية بمنظمة الصحة العالمية، باسكال ألوتي، إن معالجة نزيف ما بعد الولادة يحتاج إلى نهج متعدد الجوانب يركز على كل من الوقاية والاستجابة ومنع عوامل الخطر وتوفير الوصول الفوري إلى العلاج عند الحاجة إلى جانب الجهود الأوسع نطاقا لتعزيز حقوق المرأة.
وقالت “ألوتي” إنه يجب أن تحصل كل امرأة، بغض النظر عن المكان الذي تعيش فيه، على رعاية أمومة عالية الجودة، وفي الوقت المناسب، مع وجود عاملين صحيين مدربين، ومعدات أساسية ورفوف مملوءة بالسلع المناسبة والفعالة “وهذا أمر بالغ الأهمية لعلاج نزيف ما بعد الولادة والحد من وفيات الأمهات.”
وتشير التقديرات إلى أن امرأة تموت كل دقيقتين لأسباب تتعلق بالحمل أو الولادة.
وتم إحراز تقدم محدود في الحد من هذه الوفيات منذ عام 2015، ويقول البيان إن العالم بعيد عن المسار الصحيح لتحقيق غايات أهداف التنمية المستدامة ذات الصلة.
وتم وضع خارطة الطريق من خلال مشاورات مكثفة شارك فيها أكثر من 130 خبيراً في مجالات متنوعة.
وستقدم منظمة الصحة العالمية وشركاؤها الدعم الفني المتخصص للبلدان لتكييف المبادئ التوجيهية العالمية مع السياسات الوطنية، بدءاً بالمناطق التي يوجد فيها العبء الأكبر لوفيات الأمهات.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook