آخر الأخبارأخبار محلية

سقوط مبكر وتخوف… ماذا عن حزب الله وفتح الجبهة اللبنانية ؟!

لن تكون هناك اي خطوة الى الوراء، فالعمليات التي قام بها الفلسطينيون في غزة اقل ما يقال فيها انها عمليات غير تقليدية وجديدة وجريئة في نوعها وحجمها وطريقة تنفيذها وتؤشر الى ظهور دور جديد لقوة خفية موجهة لن تقف اهدافها عند حدود اسر جنود العدو ومحاولة استعادة اجزاء من الاراضي المسلوبة في غزة، وانما الى محاولة احداث تغييرات كبيرة ستطال القضية الفلسطينية برمتها.

امر العمليات الذي خرج في توقيته والسرية التي احيط بها في لحظة دولية تعمل فيها الدول المتخاصمة على فتح اوراق تفاوض كانت مغلقة حد الاستحالة، يفتح الباب امام الحديث عن سقوط مبكر لنظام تعدد الاقطاب لا سيما في ظل انعدام واضح للثقة بين الدول العاملة عليه وبالتالي الانتقال السريع نحو نظام جديد كما حصل سابقا ابان نجاح “الثورة البولشفية” وبروز الاتحاد السوفياتي مع فارق كبير طبعا بين القضيتين والجهات اللاعبة على خطيهما.من هنا يبرز عدم امكانية استشراف معالم النظام الجديد بشكل واضح اليوم .
بالطبع ان ما قام به الفلسطينييون اليوم اعاد النفس للعرب واستنهض قواها المستسلمة امام “فزاعة” العدو الاسرائيلي، والاهم من ذلك اعاد للكرامة العربية عنفوانها وهيبتها، الا انه ايضا شرع الابواب امام اسئلة كثيرة، اولها ماذا عن حزب الله ومقاومته، وهل فتح الجبهة اللبنانية في اطار المساندة والدعم للمقاومة الفلسطينية وارد لديه؟
يمكن القول ان كل الاحتمالات واردة لا بل اكثر وذلك لاسباب متعددة، منها ان حزب الله يرغب دائما في تصدر اسمه على لائحة الانتصارات والاضواء في مواجهة العدو الاسرائيلي، اقله امام قواعده الشعبية التي لا ترى فيه الا انه الوحيد القادر على مواجهة العدو الاسرائيلي وهو بالتالي لن يقبل باي رد خجول على اي اعتداء من جانب العدو الاسرائيلي وربما اكثر. الا ان فتح جبهة الجنوب سيبقى متوقفا على مدى توسع رقعة حراك المقاومة الفلسطينية على الساحة الفلسطينية وتعاطي العدو الاسرائيلي معه، فرادة ام بمساندة من الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الاميركية، وهل العدو الاسرائيلي بعد انكشاف ستر وهنه وضعفه وسحل هيبته امام العالم باسره قادر على الدخول في جبهة اضافية مع لبنان ؟!
كل هذه المعطيات هي محط ترقب لدى الخارج خاصة اوروبا التي تحاول جاهدة ابعاد كأس تمدد النزوح السوري اليها، لا سيما في حال تمدد رقعة الحرب الى لبنان وحتى سوريا، وهذا الامر سيدفعها اكثر الى الضغط على ايران كما سيدفعها غيرها من الدول المتضررة من انفلاش الساحة الفلسطينية للضغط ايضا عليها للجم حلفائها في المنطقة ابتداء من حزب الله. مع العلم ان الاداء الايراني اصبح محكوما بالتعهدات التي قطعها خاصة امام المملكة العربية السعودية بوقف التدخلات في دول الجوار ولن يستطيع بحكم ذلك الذهاب بعيدا في دعم المقاومة الفلسطينية وحزب الله في ما يحصل اليوم، هذا عدا عن ان “مونته” على حزب الله تحديدا لم تعد كالسابق .من هنا فان قرار حزب الله اليوم هو رهن حسابات دقيقة للمكاسب التي يمكن ان تتحقق في ما اذا اتخذ قرارا بفتح جبهاته بشكل واسع او اخذ قرار بالاكتفاء بالرد الموضعي المحدود .


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى