الوكالة الوطنية للإعلام – ندوة لجمعية مراكز الإمام الخميني الثقافية دعت إلى خوض عمل موحد لرفعة الدين وإعادته إلى موقعه الريادي
وطنية – أقامت جمعية مراكز الإمام الخميني الثقافية – مركز بيروت، بالتعاون مع القطاع السادس، ندوة فكرية في الصنائع، قاعة مركز “توفيق طبارة”، بمناسبة ولادة الرسول وحفيده الإمام الصادق وأسبوع الوحدة الإسلامية.
ملص
وألقى رئيس “اللقاء التضامني الوطني” الشيخ المحامي مصطفى ملص كلمة قال فيها: “نحن نعلم أن أمة النبي محمد هي أمة واحدة بنص كتاب الله، ونعلم أيضا أن ما حدث من خلافات بين أبنائها كان الجميع يستند فيه إلى تأويل نص أو تفسيره، وكل يزعم أنه على الحق ويتبع الهدى، لنسلم جدلا بهذا الكلام، ولنفترض حسن النية عند الجميع، وافتراض حسن النية شيء، وتصويب الفعل شيء أخر، فربما كانت النية حسنة وكان التصرف خاطئا. لذلك، وجب علينا بهذه الفرضية أن نعود إلى التوجيه القرآني الذي يقول: فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ»، ومن وجوه الرد هنا وما نستطيع أن نفهمه منه جعل الفصل مؤجلا للقاء الله عز وجل ليحكم بين العباد فيما اختلفوا فيه إذا كان من المتعذر التوصل إلى تأويل موحد، ليس لأحد أن يفرض فهمه على الآخرين”.
وسأل: “إذا هل الخلاف أو التعدد أو التنازع أو التنوع هي موانع من الوحدة والالتقاء والتفاهم؟ أبدا بدليل أن أمم الأرض تختلف مع بعضها البعض حول كثير من الأمور والقضايا والمسائل، ومع ذلك فهي تلتقي وتشترك في أحلاف وهيئات ومنظمات ومجالس تعاون على قاعدة التعاون في ما اتفقنا فيه، وفيه مصلحة مشتركة وترك ما اختلفنا فيه إلى حينه”.
وأشار إلى أن “أخطر ما يهدد وحدة المسلمين حاليا ومستقبلا هو الفهم الضيق والأحادي والمنغلق للنصوص والأحكام، المستند إلى مقولات التكفير والتفسيق والتبديع والتخوين”، وقال: “إن قبول تعدد الآراء والاختلاف في الفهم هو السبيل المؤدي إلى التلاقي بين المسلمين، طالما أن النص المقدس هو المستند الذي يُستند إليه، وهو المرجعية الإسلامية للفهم والرأي”.
أضاف: “إذا، كان من حق كل إنسان أن يفهم الأمور وفقا لما ثبت لديه ولما توافر أمامه من معطيات، وأن يدافع عما تكون لديه من فهم ورأي، وليس من حق الآخر أن ينكر عليه فهمه أو أن يُعِيبه، إلا في إطار المناقشة العلمية البحتة”.
ورأى أن “الخطر يكمن في عمليات التبشير بين المسلمين”، لافتا إلى أن “التبشير بين المذاهب لا يخدم قضية الوحدة، بل يقف عقبة في وجه مسيرتها”.
عبد الله
من جهته، قال رئيس الهيئة الإدارية في “تجمع العلماء المسلمين” الشيخ الدكتور حسان عبدالله: “إن الإحياء الحقيقي لذكرى مولد نبينا الكريم يكون من خلال وحدتنا كمسلمين في مواجهة الهجمة، التي تستهدف تقويض كيان أمتنا من خلال السعي إلى إبعاد الإسلام عن قيادة مجتمعاتنا، ولو من خلال تقديم نماذج أخرى للحكم يتبناها إسلاميون، ثم تفشل ليصور الأمر على أنه فشل للإسلام، في حين أنه فشل لهذه الحركات التي تصورت أنها، وبأسلوب ميكافيلي، يمكن أن تطرح الإسلام في مراحل قادمة، بعد وصولها إلى السلطة وإمساكها بزمام الأمور، فإذا بها تضطر في المراحل المقبلة إلى تقديم تنازلات جديدة لينتهي الأمر بإبعاد الإسلام نهائيا عن واقع المجتمعات”.
أضاف: “إن النظرة التجزيئية للإسلام التي تفترض أنه من الممكن أخذ جزء من الأحكام وترك الآخر توصلا للسلطة هي نظرة خاطئة، فهذا الدين منظومة كاملة لا يمكن تطبيقها في جانب وترك ذلك في جانب آخر”.
ودعا “علماء الدين الإسلامي إلى تبيانِ الدينِ الإسلامي على حقيقته والتصدي للدعوات التكفيرية والتحريضية بأسلوب منطقي وأن تكون الدعوة منطلقة من الحكمة والموعظة الحسنة”.
كما دعت إلى “الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة كي نوجه الشباب إلى ما ينفعهم، واستعمالها في خدمة تحفيز الشباب كي ينخرطوا في عملية تبيان معالم الدين والإيمان والتقوى والبعد عن الانحراف”.
وحذر “الشباب المسلم من الحرب الناعمة، التي يخوضها أعداء أمتنا محاولين إلهاء شبابنا عن دورهم الأساسي في صياغة مقاومة شعبية فكرية وعسكرية، في وجه كل المحتلين على أرضنا، وعلى رأسهم العدو الصهيوني”.
وقال: “ما ركز ديننا على شيء مثلما ركز على الدعوة لوحدة الأمة الإسلامية. لذا، فإننا في تجمع العلماء المسلمين وكجمعية تضع الوحدة والاعتصام بالله في سلم أولوياتها، ندعو الأمةَ علماءً ومثقفينَ ودعاةً وطلاباً من كل المذاهب الإسلامية إلى خوض عمل موحد كل من موقعه من أجل رفعة الدين وإعادته إلى موقعه الريادي، الذي كان عليه، والذي لن يكون، إلا من خلال الوسطية والوحدة الإسلامية”.
=============== ن.ح
مصدر الخبر
للمزيد Facebook