الوكالة الوطنية للإعلام – “المؤتمر الشعبي” في ذكرى رحيل عبد الناصر: لا سبيل لالتئام جراح الأمة سوى بالعودة لنهجه ومبادئه
وطنية – أصدر مكتب الإعلام المركزي في “المؤتمر الشعبي اللبناني”، بيانا اليوم، بمناسبة الذكرى 53 لرحيل الرئيس المصري جمال عبد الناصر جاء فيه: “وسط المتغيرات العالميّة الكبيرة والمتسارعة، ولأن جراح أمتنا العربية لا تزال نازفة، وبؤر التوتر اكبر من مناطق الاستقرار والأمان فيها، نتوقف في المؤتمر الشعبي اللبناني عند بعض القضايا المفصلية والأساسية لنذكّر كيف واجه عبد الناصر القضايا الساخنة وسط ظروف مشابهة”.
اضاف: “كلنا يعلم ان عبد الناصر رفض الاستسلام، واتبع اسلوب المقاومة وشن حرب الاستنزاف ضد العدو في محطتين اساسيتين: مواجهة العدوان الثلاثي في العام 1956، ومواجهة نكسة حزيران عام 1967 بالتضامن العربي سياسيا، وشن حرب الاستنزاف عسكريا، ورفع لاءاته الثلاث: لا صلح، لا تفاوض ولا اعتراف. وقال كلمته المشهورة: ان المقاومة وجدت لتبقى وسوف تبقى”، وعمل على إعادة بناء الجيش المصري الذي حرر معظم الأرض المصرية من الاحتلال الصهيوني عام 1973. اليوم وفي ظل تنامي حركة المقاومة الشعبية العربية في فلسطين اولًا وفي أقطار عربية كثيرة، فإن عبد الناصر لو كان حيًا لتمسك بالمقاومة ورفع من شأنها وقدّم لها الدعم كما فعل مع ثورة الجزائر التحررية ومع ثورات افريقيا والوطن العربي ودول العالم الثالث. ولكان اشد المقاومين لكل انواع التطبيع وللخطوات الاستسلامية التي اقدم ويقدم عليها اكثر من نظام عربي بكل أسف، ولكان وقف بكل عزيمة وإصرار ضد الاستعمار الاميركي والاحتلال الصهيوني وانحاز الى المعسكر المواجه للامبريالية”.
وتابع البيان: “ان القاء نظرة على المتغيرّات الإقليميّة والدولية وفي دول افريقية كثيرة، ومحاولات تعميم الشذوذ على انواعه بما يخالف الفطرة البشرية، يثبت كم كان عبد الناصر رؤيويًا حين بادر الى قيام منظمة دول عدم الانحياز، وحين ساند الثورات التحررية في افريقيا، وحين نشر تعاليم الاسلام بغير تطرف او عصبية في ارجاء المعمورة ليعلي من شأن القيم الأخلاقية التي ان ذهبت اندثر العالم وتحول الى غابة يفترس فيها الانسان اخيه الانسان، وحين دعا الى قيام مجتمع الكفاية والعدل الاجتماعي، وأقام الشراكة بين القطاعين العام والخاص”.
واردف : “في قضيتنا اللبنانية حيث يكاد يمر العام بدون انتخاب رئيس للجمهورية، وحيث الطبقة الحاكمة محكومة بارتباطاتها الخارجية لدرجة الارتهان المفضوح، فان عبد الناصر احترم خصوصية لبنان الذي شهد في عهده استقراراً سياسياً وانتعاشاً اقتصادياً لا مثيل لهما بعد اجتماع عبد الناصر واللواء فؤاد شهاب في خيمة عند الحدود بين لبنان والجمهورية العربية المتحدة (مصر وسوريا في تسميات اليوم). لقد كان عبد الناصر يغلب المصلحة اللبنانية على المصالح السياسية الآنية حتى للجمهورية العربية المتحدة، لأنه كان يدرك وحسب قوله ان لبنان اشبه بإبريق الزجاج ان انكسر لن يعود الى سابق عهده. وحين كانت تعصف المشاكل بين النظام اللبناني والمقاومة الفلسطينية كان يسارع الى وأد الفتنة، وتلك كانت شيمته مع اي نزاع عربي- عربي، حتى دفع حياته ثمنًا لوقف نزيف الدم في الأردن في ايلول الأسود من العام 1970”.
وختم: “في ذكرى رحيله، فإننا في المؤتمر الشعبي اللبناني سنبقى اوفياء لنهجه ومبادئه، ولا نجد سبيلا لإلتئام جروح الأمة وتحرير فلسطين وكل شبر عربي سوى النهج الذي ارساه، قومياً ووطنياً واجتماعياً وانمائياً”.
============ع.غ
مصدر الخبر
للمزيد Facebook