عون يصوّب الحملات.. والتسوية المتوقعة تبقي الواقع الراهن مع بعض الاصلاحات
ووسط هذا المشهد المعقّد الذي ينذر بعظائم الأمور إذا تقرر عن سابق تصور وتصميم إخراج الوضع في البلد عن السيطرة، فإن الأزمة الرئاسية تراوح مكانها، وبينما تشير مصادر حزب الله إلى أن الاخير لا يزال متمسكا بترشيح رئيس “تيار المرده” سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، تقرأ مصادر سياسية في “8 آذار” المشهد وفق الآتي: ترشيح فرنجية انتهى ، رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل سيكون الخاسر الأول من اي تسوية خارجية مع الداخل. وهنا تدعو المصادر إلى ترقب خلاصة اجتماع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد مع الوفد القطري لا سيما وان الملف الرئاسي كان الحاضر الأبرز في اللقاء المطوّل الذي جمعهم.
في هذا الوقت بدا واضحا، وفق مصدر سياسي بارز، أن قائد الجيش الذي يحظى بدعم خارجي غربي وعربي للوصول الى بعبدا والذي لا يضع حزب الله فيتو على اسمه ايضا، قرر التصويب على رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل من البقاع الشمالي من دون أن يسميه، فقال “نسمع بعض الأصوات المشككة بدور الجيش في حماية الحدود انطلاقًا من مواقف سياسية معروفة. لم نرَ هؤلاء يبادرون إلى دعم الجيش بل يحاولون عرقلة عمله وإثارة الشبهات حوله، ولم نرَ لهم مشاركة فاعلة في معالجة أزمة النزوح السوري. نقول لهم أننا مستمرون لأن هدفنا هو الوطن ومصلحته، فيما هدفكم مصلحتكم الشخصية. نحن نموت ليحيا الوطن، وأنتم تُميتون الوطن من أجل مصالحكم”.
وأكد أن “نزوح السوريين يمثل خطرًا وجوديًّا يهدد لبنان واللبنانيين ولا بد من معالجته على مستوى الأفراد والمؤسسات جميعها”.
وفي هذا الوقت، ثمة من حاول الربط بين الحل الرئاسي في لبنان وملف النازحين، إلا أن أوساطا سياسية اعتبرت أن هذا الأمر لا يمكن حله داخليا، فمعالجة أزمة النازحين السوريين أكبر من لبنان وسوريا، وهي ترتبط بالحل السياسي في دمشق، ولذلك لا يمكن لأي مكوّن في لبنان أن يراهن على هذا الأمر لإقتناع الجميع أن الحل في سوريا لا يزال بعيدا، وأن الوضع الأمني في لبنان ليس بألف خير وهذا من شأنه أن يهدد الاستقرار إذا طال أمد الفراغ.
وبدا واضحا أن القائد قرر الدخول على خط المواجهة بعد الهجمات المنظمة التي يتعرض لها من قبل مكوّن سياسي، بعد ذهاب قوى محلية تقاطعت مع واشنطن والسعودية وقطر على اعتباره مرشحا وسطيا ومرشح تسوية وليس مرشح محور ضد الآخر.
والجدير بالذكر أن النائب جبران باسيل سمع كلاما واضحا من عدد من الدبلوماسيين مفاده أنه لا بد من انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن من خلال تسوية توصل رئيسا يحظى بثقة الخارج الذي يفترض أنه سيساهم في إنقاذ لبنان إذا تمكن مسؤولو هذا البلد من تحقيق الإصلاحات وتمكن الرئيس العتيد من تنفيذ برنامجه، كما أنه سمع تمسكا قطريا بدعم جوزاف عون لرئاسة الجمهورية.
وعليه، الأكيد وفق المصدر، أن الخارج مهتم برئاسة الجمهورية، وهناك اهتمام أميركي قوي أيضا بقيادة الجيش، لكن الواضح للمصدر، أن اي تسوية جديدة لن تقلب الطاولة وتكرّس واقعا جديدا، انما من المرجح أن يبقى الوضع على ما هو عليه مع بعض الإصلاحات التي ستقر تحت ضغط خارجي عندما يحين وقتها، فضلا عن ان الاهتمام الأميركي بحزب الله ودوره لا يزال خارج إطار البحث، ومن المبكر الحديث عنه لاقتناع الاميركيين قبل سواهم أن حل هذا الملف هو إقليمي، وأن بند الاستراتيجية الدفاعية لن يوضع على طاولة النقاش في المستقبل القريب أيا كان الرئيس.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook