آخر الأخبارأخبار محلية

ما لم يذكره بري في كلمته حرّك باسيل

لم يكد الرئيس نبيه بري ينتهي من القاء كلمته في الذكرى الخامسة والأربعين لتغييب الامام موسى الصدر حتى توالت ردود الفعل السياسية، سواء تلك المؤيدة للمواقف التي أعلنها، أو تلك الرافضة لما حملته من رسائل داخلية، وبالأخص لجهة دعوته إلى حوار السبعة أيام، مستبقًا بذلك وصول الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان في زيارته “الايلولية”.

أول ردود الفعل جاءت من رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، الذي وصف كلمة بري بأنها إيجابية، استند على ما قاله ليصل إلى نتيجة وهي أنه في نهاية أيلول سيكون للبنان رئيس.
أمّا الردود التي أتت من نواب تكتل “الجمهورية القوية” فكانت في مجملها معارضة للدعوة إلى “حوار الأيام السبعة”، داعية رئيس المجلس إلى فتح أبواب مجلس النواب ليتمكّن النواب، وفي جلسات مفتوحة ومتتالية، من انتخاب رئيس. وفي رأي هؤلاء فإن هذه العملية قد لا تستغرق أكثر من سبعة أيام. وإذا كان لا بد من حوار فليترك أمره للرئيس الجديد المفترض به أن يولي هذا الأمر أهمية قصوى، باعتبار أن نجاح هذا الحوار برعايته وبمضامينه وعناوينه السياسية والاصلاحية قد يؤشر إلى نجاح عهده. فرئيس الجمهورية، أيًا يكن من يتوافق على اسمه نواب الأمة، لن يستطيع أن يحكم لوحده لأن المشاكل والأزمات التي يعاني منها البلد تحتاج إلى تضافر جميع القوى، وإلى التفاف الجميع حول الرئيس العتيد، الذي يجب أن يكون مميزًا في حكمته وفي أدائه وفي مقاربته للأمور السياسية والتعقيدات الاقتصادية والمالية، وفي مدى استيعابه لحجم ما ينتظره لبنان من مضاعفات النزوح السوري، إلى الوضع المتأرجح في الجنوب والمخيمات الفلسطينية، فضلًا عما يمكن أن ينتج عن أعمال التنقيب عن الغاز في “البلوك” رقم 9، وإمكانية الاستفادة مستقبلًا من عائدات الغاز.
فالرئيس بري الذي سبق أن قال قبل فترة إنه “ما بيحلاش بالرصّ”، عاد بالأمس وكرر الأمر ذاته، وإن بتعبير مغاير، فقال لمن سمّاهم بـ”الوشاة وجماعة الترانزيت والفنادق الفاخرة”، “خيّطوا بغير هالمسلة، غلطانين بالعنوان، وانتم لا تعرفون نبيه بري وحركة أمل”.  
وفي رأي أوساط سياسية محايدة أن الرئيس بري بدعوته إلى حوار السبعة أيام كحدّ أقصى أعطى مضمونًا جديدًا لهذا الحوار، الذي لم ينفكّ عن الدعوة إليه. ولكن ما هو مستجدّ في هذه الدعوة هذه المرّة ما أرفقه رئيس مجلس النواب من مستتبعات الاستحقاق الرئاسي، حين قال “وبعدها نذهب الى جلسات مفتوحة ومتتالية، حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا، ونحتفل بانتخاب رئيس للجمهورية”.
وتتوقع الأوساط ذاتها أن تنجح مبادرة بري في تحريك الركود الرئاسي إذا لم يكن هناك قرار خارجي وداخلي كبير بإبقاء الفراغ الرئاسي إلى أمد غير قصير.
ومن إيجابيات كلمة بري وفق قراءة “التيار الوطني الحر” أنه لم يأتِ في كلمته المطوّلة على ذكر مرشحه للرئاسة الأولى رئيس تيار “المردة” الوزير السابق سليمان فرنجية، مع أنه لم يتوقف يوماً منذ أن رشحه لهذا المنصب عن تكرار التزامه هذا الخيار الذي أصبح بعدها خيار “حزب الله” ولا يزال. وهذا ما حدا بباسيل إلى ملاقاة رئيس حركة “أمل” المنقطعة الجسور بينهما منذ فترة إلى منتصف الطريق، خصوصًا أن عدم ذكر فرنجية في الكلمة، التي كان يترقبها الأقربون والأبعدون، قد اراح رئيس “التيار الوطني”، الذي عقّب على الكلمة وهي لا تزال “فريش”، وقد سبق الجميع إلى ميدان الترحيب بما حملته هذه الكلمة من إيجابيات رئاسية.  
وتقول الأوساط السياسية المراقبة أن باسيل لم يكن ليرحب بما تضمنته كلمة الرئيس بري لو ورد في متنها الإصرار على السير بترشيح فرنجية حتى النهاية، ولكن عدم ذكر رئيس تيار “المردة” بالاسم لا يعني بالضرورة أن “قوى الممانعة” قد صرفت النظر عن هذا الترشيح، مما يعني أن رئيس المجلس تقصّد هذا الأمر، وهذا ما سمح لباسيل بأن يبادر ويمدّ يده، مبديًا ترحيبه بـ “حوار السبعة أيام”، التي يعتقد أنها ستؤول في نهاية المطاف إلى انتخاب رئيس للجمهورية.  
وعليه، فإن مضمون كلمة بري ستبقى في ميزان الردود السياسية إلى أن يحين موعد مجيء لودريان.  


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى