كلفة الإنتظارات… من اللحم الحيّ!
تكفي الضجة التي أثيرت حول باخرة الفيول التي استقدمها وزير الطاقة وليد فياض، تحت عنوان عدم الإلتزام بمقتضيات القرار الصادر عن لجنة تقييم خطة الكهرباء في اجتماع 12 نيسان الماضي والقاضي «بإجراء مناقصة جديدة لشراء 66 الف طن متري من الغاز أويل و21 ألف طن متري من الفيول أويل على أن يتم إطلاع اللجنة على نتيجة المناقصتين ومراحل تنفيذ الخطة خلال فترة التجميد وعدم البت بهما قبل صدور قرار واضح بهذا الشأن»، وتركها راسية قبالة الشاطئ اللبناني من دون البتّ بأمرها، للإشتباه في أنّ الأمور أكبر من باخرة فيول أو من نكد سياسي بين «التيار الوطني الحر» وخصومه، اذا ما تأكد أنّ ثمة قراراً مركزياً بعدم الدفع، لأنّ الاعتماد غير متوفر بالأساس، ولن يستطيع أي مسؤول مهما علا شأنه أو يوفّره.
بهذا المعنى، يُفهم أنّ الأمور بلغت مطارح خطيرة جداً. باتت كلفة الانتظارات (بالمعنى السياسي) من «اللحم الحيّ»، وأصحاب النَفَس الطويل راحوا يقيسونها بالأسابيع لا الأشهر. والأرجح أنّ القوى السياسية باتت بحاجة للنزول عن الشجرة، والبحث جارٍ عن سلالم تنزلهم.
رغم ذلك، يقول المتابعون إنّ هذا النَفَس التحذيري صار عمره أشهراً، وليس ابن اليوم، وبالتالي اذا لم يقترن بخطوات عملانية تعبّر عن عجز الخزينة العامة عن تسديد النفقات التشغيلية للدولة، ما قد يؤدي إلى حالة فوضى اجتماعية قد تحرّك المياه الراكدة… فهو غير ذي جدوى.
بالخلاصة، هناك من يرى أنّ الرهان على الوقت، لم يعد مجدياً وباتت ضريبته مكلفة جداً على نحو «انتحاري»، والأرجح أنّ القدرة على التحمّل في لعبة عضّ الأصابع، تكاد تصل إلى خواتيمها. وثمة من يذهب إلى حدّ التلميح إلى أنّ «حزب الله» تحديداً، يميل إلى حِسبة جديدة على قاعدة البحث عن صيغة تسووية تنقذ ما تبقى من الدولة المتحللة.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook