آخر الأخبارأخبار محلية

سيناريو مُفاجئ سيشهده عين الحلوة.. هكذا سيتمَّ إنهاء الإرهابيين داخله!

لم تُفلح حتى الآن سُبل التفاوض الهادفة لتسليم المطلوبين بجريمة قتل القياديّ في حركة “فتح” اللواء أبو أشرف العرموشي وذلك رغم سعي هيئة العمل الفلسطيني المشترك الى إيجاد آليّة واضحة لتلك الخطوة، خصوصاً بعد إجتماعها الأخير الذي عُقِد قبل يومين في سفارة دولة فلسطين بحضور ممثلين عن الفصائل الفلسطينية والجيش ورئيسي الحكومة ومجلس النواب وأطراف أخرى معنية بالملف.  

 

 

 تقولُ معلومات “لبنان24” إنّ أسماء المطلوبين والبالغ عددهم 8، باتت في عُهدة الدولة اللبنانية، وقد تبيّن أن 4 هم من اللبنانيين فيما الـ4 الآخرون هم من الفلسطينيين، وجميعهم ينتمون إلى جماعتي “جند الشام” و “الشباب المُسلم”.  
كذلك، تشيرُ المصادر إلى أنَّ تفاصيل التحقيقات المرتبطة بجريمة اغتيال العرموشي تحظى بإجماع مُختلف الفصائل، وبالتالي لا صحّة لما يجري ترويجهُ عن أنَّ هناك خلافاتٍ بشأن ما تضمنته نتائج التحقيقات التي تواصلت على مدى أكثر من 10 أيّام. هنا، فإن ما تبيّن هو أنّ بعض الأطراف سعَت لـ”دقّ إسفينٍ” بين الفصائل الفلسطينية لتشويه معطيات التحقيق، إلا أن هذا الأمر تم تداركهُ فوراً من خلال الإصرار على أهمية ما تمّ التوصل إليه وعدم التشكيك بتاتاً في النتائج التي يترقبُ أبناء مُخيّم عين الحلوة تداعياتها وآثارها. 

 

 

ما هي السيناريوهات المُنتظرة؟  
بشكلٍ أو بآخر، باتت الفصائل الفلسطينية على يقينٍ بأنّ أمر تسليم المطلوبين قد يكونُ مستحيلاً إلا في حالة واحدة وهي رضوخ هؤلاء للأمر الواقع والإستسلام لطوق الخناق الموضوعِ على رقابهم داخل مربعاتهم الأمنية في المخيّم. لهذا السبب، بدأت أطرافٌ عديدة تتحدث عن مخارجَ مختلفة، منها “ترحيل المطلوبين” إلى خارج لبنان باتجاه سوريا أو شنّ عملية عسكرية ضدهم وذلك بالتعاون بين “فتح” والفصائل الإسلاميّة الأخرى، أو تنفيذ عمليات استهدافٍ لجميع المطلوبين داخل المخيم من خلال اغتيالات متفرقّة يجري تنفيذها عبر عناصر مُدرّبة.  

 

في ما خصّ سيناريو الترحيل، تقولُ مصادر فلسطينية لـ”لبنان24″ إنه “غير وارد” لسببين: الأول وهو أنّ الدولة لن تقبلَ بتمرير إرهابيين بشكلٍ سهل إلى خارج لبنان من دون حساب أو عقاب، الأمر الذي سيُعدّ ضربة كبيرة للقضاء أولاً وللأجهزة الأمنية ثانياً ولهيبة الدولة ثالثاً. 
ووفقاً للمصادر، فإنَّ إخراج إرهابيين على “البارد المستريح” من المخيم من دون أي حساب، سيتيح الفرصة للآخرين باعتماد السيناريو ذاته وبالتالي هروب الكثيرين من العدالة بحجّة “حقن الدماء وتجنب المعارك”. كذلك أوضحت المصادر أنَّ اختيار سوريا كوجهة لـ”إرهابيي عين الحلوة” لن يمرّ مرور الكرام باعتبار أنّ دمشق لن تقبل بنقل إرهابيين إليها، كما أنّ هناك أطرافاً لبنانية داخلية ستعارض هذا الأمر، ما سيؤدي إلى فتح سجالٍ داخلي لن تنتهي مفاعليه سياسياً ولا أمنياً.  
ووفقاً لمعلومات “لبنان24″، فإنّ قيادة الجيش أكّدت مُؤخراً للفصائل الفلسطينية وللمعنيين بملف عين الحلوة تحمّل مسؤولية ضبط المعابر عند المخيم وتشديد الإجراءات التي تمنعُ تماماً خروج أي مطلوبٍ من هناك. 

 

على صعيد خيارِ شنّ عملية عسكرية، تقولُ المصادر إنهُ وارد، وقد باتت “التعبئة العامة” الخاصة به تُخاض بشكلٍ لافت داخل مخيم عين الحلوة، ما ينذر باقتراب “المعركة” التي قد تحصل بشكل مباغت ومُفاجئ. وفي الواقع، فإنَّ هذه العملية هذه المرّة قد لا تكون عبر حركة “فتح” فحسب، بل قد تشملُ أيضاً إنضمام عصبة “الأنصار” إليها وفصائل أخرى ستعملُ على تطويق “جند الشام” والعناصر الإرهابية المنتمية إليها وإنهاء وجودها تماماً في حال تمّ رفض تسليم المطلوبين. فعلياً، فإن هذا الأمر قد يعيدُ إلى الذاكرة سيناريو المعركة التي أنهت حالة الإرهابيّ بلال العرقوب داخل مخيم عين الحلوة في آب 2019. حينها، خاضت “فتح” بالتعاون مع “عصبة الأنصار” عملية أمنيّة نوعية في حي المنشية داخل المخيم، ما أسفر عن مقتل العرقوب على الفور، وقد تمّ اعتبارُ تلك الحادثة بمثابة إنهاء لحالة شاذة إرهابية في عين الحلوة. 

 

أمام ذلك، تشيرُ مصادر “لبنان24” إلى أنّ إنخراط “عصبة الأنصار” مع “فتح” ضدّ “جُند الشام” بات حاجّة ماسّة للأولى خصوصاً أنها ستجدُ نفسها مُحرجة أمام الفصائل والدولة في حالِ إستمرّت في “تغطية” جند الشام أو المساهمة في “تلطيف الأجواء” لصالحها. وبحسب المصادر المُواكبة، فإنَّه من مصلحة “عصبة الأنصار” اليوم إنهاء حالة “جند الشام” لأن الأخيرة باتت تُشكل خطراً عليها لاسيما بعد آخر معركة، وفي حال لم تُبادر  “العُصبة” إلى ذلك، عندها قد يضيقُ الخناق عليها داخل المخيم وخارجه، علماً أن بعضاً من مسؤوليها لديهم حرية بالتحرّك والتنقل رغم وجود ملفاتٍ أمنية عليهم.  

 

وعليه، باتت “عصبة الأنصار” اليوم أمام خيارين: الأول وهو التعاون مع “فتح” لتوقيف المطلوبين أو خوض معركة ضدّهم بغية إنهائهم، أما الثاني وهو الإنتقال إلى الضفّة المُقابلة التي تعني مواجهة مع “فتح” وبالتالي إدخال المخيم في أتون صراعٍ كبير جداً سيؤدي في نهاية المطاف إلى تدخّل الجيش لإنهاء كل الحالات المطلوبة بما فيها عناصر “عصبة الأنصار” التي تضمّ أكثر من 5000 مسلح، جلُّهم من المطلوبين. 
وبشأنِ الحديث عن إمكانيّة إستهداف المطلوبين بعمليات اغتيالٍ منظمة، تكشف مصادر ميدانية في عين الحلوة لـ”لبنان24″ إن هذا الأمر واردٌ لكنه لن يحصل إلا بالتعاون بين “فتح” وعصبة الأنصار، لاسيما أنَّ بعض المطلوبين يتحصنون في مناطق خاضعة لسيطرتها. وعند هذه النقطة، تشيرُ المصادر إلى أنّ أي عملية اغتيال لن تكون إلا من خلالِ عناصر تتقنُ هذا الأمر، وقد يجري الإستعانة بخبراء مختصين في عمليات التعقب والإستهداف والتسلل، وهذا الأمر قد يكون ضمن وحدات عسكرية ضيقة مرتبطة بأجهزة استخباراتية ستعملُ على تلك العمليات لوقتٍ غير قصير. 
ووسط كل هذه المشهدية، كان لافتاً خلال مساء الأربعاء صدُور بيانٍ عن تجمع “الشباب المسلم” في عين الحلوة الذي أكد أنه “مع الحفاظ على سلامة أهل المخيم وعدم ترويع الآمنين”، مشيراً إلى أنه يعتبر نفسه “جزءاً من الحل وليس جزءاً من المشكلة”، وأضاف: “الوقتُ ليسَ وقتَ تصفيةِ الحسابات ، بل وقتُ قطعِ الطريقِ على الذين يُحسنونَ صِناعةَ الفِتنِ ، ويتقنونَ الصيدَ في الماءِ العَكِر”. 

 

ما تحدث عنهُ بيان تجمع “الشباب المُسلم” يتنافى مع الممارسات التي اقترفتها عناصره، بحسب ما تقول مصادر فلسطينية لـ”لبنان24″ والتي أشارت إلى أنَّ المعارك التي خيضَت ساهم فيها التجمع بشكلٍ أساسيّ، وتضيف: “ما يمكن قوله هو إن التجمع بات يسعى للغة الدبلوماسية الآن تجنباً لمعركة لن يستطيع الصمود فيها.. يبدو تماماً أن العناصر الإرهابية باتت تستسلم وهذا الأمرُ مطلوبٌ تماماً من دون أي معارك واستراتيجية تضييق الخناق عليهم مستمرة حتى إنتهاء الملف”. 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى