عين باسيل على التسوية!
ومع استئناف الحوار بين “التيار” مُمثّلاً برئيسه جبران باسيل من جهة و”حزب الله” من جهة أخرى، بعد شبه قطيعة في المرحلة الفائتة، وبالرغم من عدم اتفاق الحليفين السابقين على أي نقاط جديدة، لا يزال كلّ منهما يبذل جهوداً لاستعادة الواقع الى ما كان عليه في السابق ويتوقع نتائج إيجابية، ما دفع بباسيل، وبخطوة جديّة، الى الابتعاد تماماً عن المعارضة والتقارب مجدداً مع حليفه التقليدي السابق.
خطوة باسيل جاءت بعد مرحلة التقاطع التي شعر خلالها “التيار” أن اصطفافه الى جانب المعارضة لا يتعدّ كونه تقارباً مرتبطاً بالملف الرئاسي، حيث أن الهجوم الاعلامي والسياسي من قِبل الاحزاب التي تحالف معها لم يتوقف، ما جعله يستشعر أنه محلّ اختبار وليس أهلاً للثقة في هذا التحالف إذ كان مضطراً لإثبات ولائه للمعارضة التي لا تخوض معاركه السياسية بل تدفعه لخوض معاركها تحت عناوينها المحددة. لذلك عاد باسيل الى التحالف مع “حزب الله” ورغم أن القضايا التي قد يتّفق عليها الطرفان لن تكون بالغة الأهمية بل إن الملفات الحساسة المرتبطة بالاستحقاقات الأساسية لن تشكّل نقطة تلاقٍ بين “الحزب” و”التيار” ولن يصلا في حوارهما معاً الى حلول جذرية في هذا الشأن، لكنهما قررا استعادة التفاهم المتين كبداية لمرحلة مقبلة.
وبحسب مصادر سياسية مطّلعة فإن الفترة المقبلة تتركّز حول إعادة بناء الثقة بين الطرفين خصوصاً أن “حزب الله” بدوره يرغب بإعادة تحسين علاقته بالساحة المسيحية رغم أن حاجته للغطاء المسيحي تراجع نسبياً مع تحسّن علاقته بالمكوّنات الاخرى كالمكوّن السني وبنسبة أقلّ المكوّن الدّرزي لكنه لا يزال يفضّل عودة المياه الى مجاريها مع “الوطني الحر”.
وخلال هذه المرحلة قد يجد “الوطني الحر” أيضاً نفسه مهتماً، وبعيداً عن علاقته بـ”حزب الله”، بأن يكون جزءاً من أي تسوية مُقبلة، وهذا الأمر سيرتّب له وضعيته السياسية في السنوات الستّ المقبلة سيّما إذا ما بقي حزبا “القوات” و”الكتائب” خارج التسوية وفي المعارضة ما سيساهم في تجذّر “الوطني الحر” في الدولة العميقة وفي المؤسسات والإدارة، وهذه المكاسب يدرك باسيل جيداً كيفية الاستفادة منها.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook