الامانات العقارية تدور محركاتها مجدداً.. الجباية اولاً
فبداية عمل الأمانات حسبما أوضحت مصادر وزارة المال لـ»نداء الوطن» «ستتركز على إنجاز المعاملات المتراكمة مما قبل فترة الإقفال (منذ تشرين الثاني 2022)، لتعاود بعدها استقبال المراجعات الجديدة بعد شهر أو شهرين». وزارة المالية اعتبرت أن التعطيل أصاب واحداً من المرافق الحيوية في الدولة، فهي بدورها من المتضررين نظراً للخسائر التي تتكبّدها خزينة المالية العامة إزاء هذا الإقفال، وبالتالي تعوّل على جهود موظفيها وأدائهم ومناقبيتهم، من أجل إعادة تسيير هذا المرفق الحيوي، واسترجاع دوره الذي تراجع لأكثر من سبب».
عودة عمل أمانات السجل العقاري يراد منها إدخال الأموال الى خزينة الدولة، علماً أن العودة الى العمل ليست سهلة إذ إن المستلزمات الضرورية من القرطاسية والأوراق والمازوت لتشغيل المولّدات غير مستكملة تزامناً مع النقص باليد العاملة نتيجة التوقيفات. والموظفون يزاولون عملهم عادة لفترة 4 أيام إلا أن استقبال الطلبات الجديدة سيحصل خلال فترة يومين فقط. فكل أمانات السجل العقاري في الشمال والبقاع وبيروت والجنوب أنهت المعاملات القديمة وتعمل على المعاملات الجديدة ما عدا جبل لبنان التي ستباشر عملها في المعاملات القديمة قريباً. ويسأل الموظفون كيف ستتمّ معاودة العمل في ظل الوضع المادي والمزري حيث لا أموال ولا حبر ولا طوابع ولا كهرباء ولا قرطاسية… علماً أن هناك موظفين طفح كيلهم ويتّجهون لتقديم استقالاتهم بسبب تدنّي قيمة الرواتب. فعدد الموقوفين في الدوائر العقارية زاد عن 100 موظف في بعبدا وعاليه والشوف والمتن بتهم تقاضي الرشى والإثراء غير المشروع. وبوقت تمّ إخلاء سبيل عدد منهم مقابل كفالات مالية كبيرة، يسود جوّ أن بعضهم لن يعود لممارسة الوظيفة.
بالنسبة الى الدوائر العقارية، الاتجاه يقتضي انتداب وزارة المال عدداً من الموظفين لتسيير الأعمال بما تيسّر. وبالنسبة الى أمناء السجل العقاري، فقد أصدر وزير المال قراراً يقضي بتعيين أمناء سجلّ عقاري بالتكليف مكان الأمناء الأصيلين الذين لا يزالون قيد التوقيف: تعيين أمين السجل العقاري بصيدا باسم الحسن مكان أمينة السجل العقاري الموقوفة نايفة شبّو، تعيين أمين السجل في مرجعيون يوسف شكر مكان أمينة سجل المتن الموقوفة ليليان داغر. تعيين أمين السجل في صور حسين خليل مكان أمين السجل المتواري عن الأنظار هيثم طربيه. وتعيين أمينة السجل في بيروت جويس عقل مكان أمين سجل المتن مايك حدشيتي.
فعملية محاسبة الفاسدين والتي انطلقت في الدوائر العقارية والتي يجب أن تتمدّد على سائر الدوائر هي بداية جيدة لو جاءت عادلة بين الموظف العادي والمسؤول، ولكن في المقابل فوّتت على الخزينة عائدات لسدّ مصاريفها على أمل تعويضها في المرحلة الراهنة وإطلاق عجلة التسجيلات ومعها تقاضي الرسوم في الدوائر العقارية والأمانات عندها ستتحرّك مياه الإستثمارات الراكدة.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook