هل تُؤثّر درجات الحرارة المرتفعة على الصحة النفسية؟

وباتت معدلات الإجهاد الحراري الذي يصيب البشر في ارتفاع ملحوظ مع تسجيل درجات حرارة قياسية خلال الأعوام القليلة الماضية، ففضلا عن تأثيراته الضارة جسديا على الإنسان وخاصة من يعاني من أمراض مزمنة أو من نقص مناعة، فإنها تنعكس كذلك بصورة سلبية على توازنه واستقراره السلوكي والنفسي، على شكل ارتفاع في نسب الاكتئاب والتذمر والخمول وتراجع النشاط وضمور الطاقة الإنتاجية، وفق الخبراء.
ويقول الخبير والاستشاري النفسي الدكتور قاسم حسين صالح: “يشهد العالم مع الأسف تغييرات غير مسبوقة في المناخ، أحدثت تأثيرات سلبية للغاية في سلوك الإنسان وصحته النفسية، فالدراسات العلمية تؤكد أن هذه التغيرات المناخية، سببت حالات اكتئاب وشعور بالضيق واجهاد وتململ ناجم عن ظروف الطقس القاسية، وقلق بيئي ووجودي من المجهول”.
ويؤكد أن “تبعات ارتفاع درجات الحرارة خاصة تتعدى مجرد التأثيرات السلبية على صحة الإنسان الجسدية، بل تطال صحته النفسية والعقلية، عبر ضغوط كبيرة قد تدفع البعض حتى التفكير في الانتحار”.
ويضيف: “هناك دراسات علمية ربطت بين الارتفاع الأخير في درجات الحرارة، وبين تزايد وتيرة معدلات حالات الانتحار عالميا، بدلالة أن هذه الحالات تزداد طرديا مع ازدياد مستويات الاحترار وخلال أشهر الصيف خاصة، فضلا عن أن تأثيرات تغيرات المناخ وارتفاع درجات الحرارة، تنعكس سلبا حتى على دخل الناس وأعمالهم، وعلى قدراتهم الإبداعية والبدنية والذهنية، ما يشكل عاملا محفزا للشعور باليأس وكره الحيا لدى كثيرين”.
ويشير إلى أنّ “المهم في مواجهة ومعالجة هذا الوجه الخطير لتغيرات المناخ ومع دخولنا مرحلة الغليان الحراري، أن تتم الاستفادة من أساليب وطرائق التشخيص والتعامل التي توصل لها علم نفس المناخ مع المصابين باضطرابات نفسية وبينها ذهانية أيضا على وقع تطرف المناخ واحترار الأرض، وهو ما ينبغي أن يشكل أحد محاور البحث والنقاش المحورية خلال قمة المناخ القادمة في دولة الإمارات”. (سكاي نيوز)
مصدر الخبر
للمزيد Facebook