التيار بين المعارضة والحزب: أولويات تتجاوز الصفقات والمحاصصة
وكتب طوني كرم في” نداء الوطن”: ينطلق «التيار» في مقاربته الرئاسيّة من اقتناع تام بأنّ الوصول إلى الحكم في لبنان يتطلّب مجموعة توافقات، أسوة بتلك التي أدّت إلى انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية. وذلك بعدما نجح «التيار» حينها بالتوافق أو التقاطع مع رئيس تيار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري، كما فعل أيضاً مع رئيس «القوات اللبنانيّة» الدكتور سمير جعجع، وصولاً إلى الإنفتاح على رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب وليد جنبلاط. وتشدّد أوساط «التيار» لـ»نداء الوطن» على أنّ استراتيجيته في مقاربة ملف رئاسة الجمهورية ليست وليدة الساعة، وهي تتطلّب تفاهماً لا يقلّ عن 70 إلى 80 نائباً على ما يتّبع في انتخاب الرئيس في لبنان، أكان لجهة الحكومة أو القوانين التي ستدرس وإقرارها؛ وهذا ما يساهم في تجنيب اللبنانيين التطوّرات التي تركت أصداء سلبيّة على عهد الرئيس ميشال عون، قبل أن يدفع تفاقمها إلى ما وصل إليه الوضع راهناً.وبعد اختبار تجربة رئاسيّة وعهدٍ شابه الكثير من التحديات الجمّة، تؤكّد أوساط «التيار» أنّ الاتصالات واللقاءات التي يقوم بها رئيس «التيار» النائب جبران باسيل تهدف إلى تأمين أكبر قدر من التفاهم على خطّة أوليّة لمستقبل العهد الرئاسي الجديد، تساهم في ضمان ظروف نجاحه بعيداً عن الحديث عن سلّة متكاملة، والدخول في التعيينات والمحاصصة التي تعرض على»التيار»، والتي أبدى هذا الأخير مراراً وتكراراً رفضه المطلق لها.وعن تبعات عودة الإتصالات بين «التيار» و»حزب الله» بعد تسلّح باسيل بتقاطعه الرئاسي مع المعارضات على رفض مرشح «الثنائي الشيعي»، وما إذا كانت المعارضة على بيّنة مما يقوم به باسيل، توضح أوساط «التيار» أنّ الحوار مع «حزب الله» مرتبط بالنيات الإيجابية لدى الأطراف كافة، ولا يعني بالضرورة تعارضه والتقاطع الرئاسي مع قوى المعارضة التي لم توضع في تفاصيل المداولات القائمة أو الحوار المستجد مع «حزب الله» حتى الآن، والمرتكز بشكل أساسي على البحث في إطار قادر على تجنيب لبنان واللبنانيين التحديات التي أصابت عهد الرئيس ميشال عون. وذلك، بعيداً عن اعتماد الحسابات الضيقة، الكفيلة بالعودة إلى تكرار تجربة تكليف الرئيس نجيب ميقاتي من قبل عدد خجول من النواب لا يتعدى الخمسين صوتاً… وهذا الأمر بالنسبة إلى «التيار» لا يمكن القبول به مجدداً، ويشرّع البحث في دستوريّة تكليف كهذا ومشروعيته؛ لذلك يدأب «التيار» في الاتصالات والتقاطعات التي يقوم بها إلى تجنّبها من خلال السعي إلى تأمين التوافق على تصوّر العهد الرئاسي الجديد، انطلاقاً من ورقة الأولويات الرئاسيّة التي طرحها.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook