آخر الأخبارأخبار محلية

تصدير الأزمة.. حزب الله يلعب أوراقه


قرر “حزب الله” البدء بلعب اوراقه المخفية في الحياة السياسية اللبنانية، خصوصا وأن الازمة السياسية والرئاسية تتجه الى مزيد من التعقيد في المرحلة المقبلة، وقد تؤدي الى إعادة تفعيل الأزمة النقدية والاقتصادية مع إنتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وفشل المبادرة الفرنسية الحالية، وعليه فإن إثبات عناصر القوة لكل فريق بات أمراً ملحاً.

من هنا بدأ “حزب الله” بشكل واضح إستيعاب التقارب الإيراني السعودي، ووضع جانباً أي نقاش يطال تعديل النظام أو تغييره، ما يعني انه يمهد الطريق الى تقارب ما مع الرياض في لبنان واستحقاقاته السياسية والدستورية، ولا يريد أبداً الذهاب توتير العلاقة مع الخليج أو مع القوى السنيّة في الداخل.

حسم “حزب الله” فكرة اللعب داخل النظام الحالي من دون المسّ بالطائف، ما يعني انه لن يذهب الى أي تصعيد داخلي يساهم بشكل أو بآخر بتهشيم الهيكل وضرب المؤسسات الدستورية، وهنا يتلاقى الحزب مع القوى الغربية التي ترفض الذهاب الى الإنهيار الكامل، وتحديدا وفرنسا والولايات المتحدة الاميركية.

في المقابل، لا يريد الحزب أن يترك المشهد على حاله، فإذا لم يكن قادراً، بصفته القوة الاكثر تأثيراً، على تعديل المعطيات، فمن هو القادر؟ لذلك بدأت عملية تسخين الجبهة الجنوبية عبر خطوات كاسرة لقواعد الاشتباك القديمة، ما يوحي بأن الحزب يلوّح بالمعادلة التي تحدث عنها أمينه العام والعديد من المسؤولين في المرحلة الماضية وهي أن يأتي الحل بعد معركة مع اسرائيل.

لم يكن التحرك الذي بدأه المبعوث الاميركي آموس هوكشتاين نابعاً من فراغ، لكنه جاء بعد وصول الامور بين الحزب واسرائيل الى ملامسة الخطوط الحمراء، وباتت إمكانية الذهاب الى مواجهة كبيرة، لذلك طرحت على الطاولة عناوين تتناسب بحجمها مع حجم التوتر الحاصل.

ولعل بدء الحديث عن ترسيم الحدود البرية سيأخذ معه عناوين أخرى فرعية لا تقل اهمية عنه، اهمها واقع السلطة في لبنان وكيفية الخروج من الأزمة، ففي الوقت الذي سيكون فيه “حزب الله” المفاوض الأول نظرا لما يمتلكه من أوراق، سيصبح الكباش مباشراً مع الولايات المتحدة الاميركية حيث سيبدأ حل الأزمة في عملية أخذ ورد طويلة المدى. 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى