الراعي : لبنان يتفكك بسبب عناد بعض السياسيين ومصالحهم الشخصية والفئوية
ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس تكريم القديس مار يوحنا المعمدان في ذكرى مولده في دير مار يوحنا المعمدان – حراش.
بعد الإنحيل المقدس القى الراعي عظة بعنوان:”اسمه يوحنا” قال فيها: “يوحنا هو الإسم الذي أعلنه الملاك لزكريا. اللفظة بالعبرية يهو-حنان تعني الله رحوم.
وتابع: “رحمة الله تنبع من محبته، وقد كشفها لنا ابنه الوحيد المتجسد لخلاصنا. فيسوع بمحبته ورحمته على الخطأة، تقرب منهم، أكل على مائدتهم وأعلن أنه أتى ليدعو الخطأة لا الأبرار، وأعرب عن الفرح في السماء لخاطئ واحد يتوب.
وبلغت محبته الرحوم إلى ذبيحة ذاته على الصليب لمغفرة الخطايا. وكشف عمق رحمة الله بمثل الإبن الشاطر .العالم يحتاج إلى رحمة، لكي يتمكن الناس من أن يتصالحوا من كل القلب، ويتبادلوا الغفران عن الإساءات، ويعيشوا فرح المصالحة وسعادتها؛ ولكي يمارس المسؤولون العدالة والإنصاف، ولكي نعطف كلنا على الفقراء والمعوزين. الرحمة تنفي الظلم والاستكبار. الرحمة تلطف العدالة، وإلا أصبحت العدالة ظلما بدونها. الإنسان من دون محبة ورحمة يفقد إنسانيته، ويصبح وحشا لأخيه الإنسان: يستغل ضعفه وحاجته ليكسب مال الحرام بالسرقة والرشوة والتلاعب بالأسعار وفرض المال من دون وجه حق لقاء خدمات عامة أو خاصة؛ يستقوي عليه ويمارس العنف والإرهاب والتعدي على سلامته وحياته؛ ويحجم عن مد يد المساعدة له في حاجته.
تعالوا نتعلم من مدرسة المسيح في ذبيحة القداس: فقد قدم ذاته لمحبة الآب ذبيحة كاملة من أجل خلاص الجنس البشري، إنها ذروة الرحمة وثمرتها. الرحوم وحده يضحي من ذاته ومن قلبه ويده. ولهذا ردد الرب يسوع بلسان هوشع النبي: “أريد رحمة لا ذبيحة”.
وتوجه الى الراهبات: “لبنان بحاجة إلى صلواتكن وتقشفاتكن وكل أنواع عملكن. وها أنتن حاليا في صدد تحديث قوانينكن. فليكن جوهرها المحافظة على روحانية وتقاليد هذا الدير المبارك. احملن في صلواتكن لبنان وشعبه في هذا الظرف الدقيق: فلبنان كدولة يتفكك بسبب عناد بعض السياسيين ومصالحهم الشخصية والفئوية، فصلين من أجل انتخاب رئيس للجمهورية بعد حوالي ثمانية أشهر من الفراغ. وعملية الإنتخاب سهلة للغاية، إذا سلك المجلس النيابي الطريق المؤدي إليه، فهو سهل ومستقيم أعني بتطبيق الدستور الذي ينص على أن “لبنان جمهورية ديمقراطية برلمانية” (المقدمة). صلين من أجل شعب لبنان الذي يفتقر يوما بعد يوم بسبب السياسيين الذين يهملون كل قدرات البلاد وإمكاناتها؛ وهم أنفسهم مسؤولون وحدهم عن إفقار شعب لبنان وإذلاله وتهجيره من وطنه وتجويعه”.
وختم الراعي: “أجل تعالوا نصلي معا، فوحده الله، إله كل خير وسيد التاريخ وحده، سائلينه أن يحمي وطننا وشعبنا ويحرك ضمائر السياسيين والنافذين والمعرقلين، بشفاعة القديس يوحنا المعمدان الداعي دائما إلى التوبة وتغيير طريقة التصرف في حياة كل إنسان. ومعا نرفع المجد والتسبيح لرحمة الله علينا وعلى العالم، الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين”.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook