الوكالة الوطنية للإعلام – البناء: بلينكن يعلن أمام الأيباك التمسك بالمسار الدبلوماسي مع إيران… وإلى الرياض للتشاور حول سورية بري يدعو لجلسة انتخابية الأربعاء المقبل والكتل تشدّ براغيها وتتسابق على الأصوات الرمادية لا دورة ثانية في الجلسة الانتخابية وفي الدورة الأولى احتمال التصويت بالورقة البيضاء قائم الحسنية في دورة سناء محيدلي الإعلامية: متمسكون بالمقاومة ورفضنا قاطع للفدرالية
وطنية – كتبت صحيفة “البناء”: تتحرّك الملفات الإقليمية التي بدأت مسار الحلحلة مع الاتفاق السعودي الإيراني الصيني، حيث يشهد الملف النووي الإيراني مؤشرات جدّية على الحلحلة المتعددة الجوانب، خصوصاً في مجال الإفراج عن الأموال الإيرانية المحتجزة، وتفعيل التعاون بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، بما يوحي بالالتزامات المتبادلة في الاتفاق المفترض بين واشنطن وطهران، حيث التزامات واشنطن هي تسهيل الحركة المالية لإيران بتخفيف نظام العقوبات وتأثيراته السلبية، والتزامات طهران هي نووية بتقديم المزيد من الاطمئنان نحو عدم رغبتها بالمزيد من التخصيب المرتفع ومراكمة المزيد من المخزون المخصّب، بما يؤكد عدم وجود نية لديها بامتلاك شق عسكري لبرنامجها النووي. وفي هذا السياق جاء كلام وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمام منظمة الأيباك التي تمثل اللوبي الصهيوني الأميركي، لجهة تأكيد التمسك بالمسار الدبلوماسي في التعامل مع الملف النووي الإيراني، وسط خطاب إسرائيلي تصعيدي يتهم الوكالة الدولية بالاستسلام أمام إيران، وكان بلينكن يجيب على الهواجس الإسرائيلية كما في كل مرة يكون هناك احتجاج إسرائيلي وتوجه أميركي نحو الاتفاق مع إيران، فيعلن عن منح «إسرائيل» المزيد من الأموال والمزيد من تقنيات الأسلحة، ومزيد من الالتزام بحماية الأمن الإسرائيلي، وضمان تفوق «اسرائيل» العسكري.
لبنانياً، بعد اكتمال مشهد «التقاطع» على ترشيح وزير المال في حكومة الرئيس فؤاد السنيورة جهاد أزعور، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري الى جلسة انتخابية في 14 حزيران الحالي، أي قبل يوم من نهاية المهلة التي حددها سابقاً في 15 حزيران لانتخاب رئيس، وبعد ذكرى مجزرة إهدن التي اغتيل فيها والد المرشح سليمان فرنجية الوزير طوني فرنجية وزوجته وابنته، على يد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، في مجزرة إهدن الشهيرة.
نحو الأربعاء المقبل حيث السباق الانتخابي الذي لن ينتج رئيساً تشحذ الكتل النيابية أصواتها وتشد براغيها، وتسعى لاكتساب أصوات كتل ونواب يقفون في المنطقة الرمادية، رغم المعرفة المسبقة بأن لا دورة ثانية للانتخاب، وأن النصاب سيتم تعطيله بعد الدورة الأولى، وأنه في الدورة الأولى سوف يكون احتمال الذهاب الى خيار الورقة البيضاء وارداً، كما في دورات الانتخاب السابقة، مع فارق استبدال اسم ميشال معوض باسم جهاد أزعور.
وتواصلت في «قاعة الشهيد خالد علوان» في بيروت، محاضرات ودروس «دورة الاستشهاديّة سناء محيدلي للإعداد الإعلامي» التي تُنظّمها عمدة الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي وجريدة «البناء». فقدّم الكاتب والإعلامي شوقي عواضة محاضرة بعنوان: «تجارب إعلاميّة، نموذج محور المقاومة»، وقدّم الصحافي والكاتب حسين مرتضى محاضرة بعنوان: «الإعلام الحربيّ».
وكانت مساهمة قدّمها نائب رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي وائل الحسنية أضاء فيها على أهمية دور الإعلام في خدمة القضية. في حين، عقب رئيس تحرير البناء ناصر قنديل على المحاضرات، محدّداً الضوابط والأولويات التي يجب على الإعلامي التقيد بها والعمل في سبيلها.
وأشار نائب رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي وائل الحسنية الى أن بعض الإعلام في لبنان، يمتهن التضليل والتشويه، ليس فقط في التحريض على عناصر قوة لبنان، بل في محاولاته لتجهيل العدو الحقيقي للبنان واللبنانيين، والترويج للفدرلة وصولاً لفرض أمر واقع يقسم البلد الى محميات طائفية ومذهبية.
وأكد الحسنية، أن أولويات الإعلام بالنسبة لنا، أن يكون إعلاماً صادقاً واضحاً وحاسماً في مواجهة التضليل والتحريف والتشويه، وفي حمل مشروع المقاومة، نهجاً وخياراً للدفاع عن لبنان وكل الأمة، وفي حمل مشروع الوحدة وتحصين المجتمع بمواجهة كل مشاريع التقسم والتفتيت.
واستطرد قائلاً: الفدرالية التي يطرحها البعض، هي من ضمن مندرجات المخطط الاستعماري وأجنداته التفتيتية، وهي بالنسبة للبنان وصفة انتحار، ونحن نرفض هذه الوصفة وسنواجهها، وهذه مسؤولية سنتحملها باقتدار وعلى كل المستويات.
وقال الحسنية: المقاومة هي في أساس وجوهر قضيتنا، هي خيارنا في كل ساح وميدان، خيار لم نتخلّ عنه يوماً، ولم نرفعه شعاراً فضفاضاً للكسب الرخيص، لقد كنا ولا زلنا حيث يجب أن نكون، لا كما يُراد لنا أن نكون.
في الملف الرئاسي، وبعد إعلان فريق المعارضة التقاطع على ترشيح وزير المالية في حكومة الرئيس فؤاد السنيورة جهاد زعور، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى جلسة في 14 حزيران لانتخاب رئيس للجمهورية.
وأعاد الرئيس برّي الكرة الى ملعب فريق المعارضة الذي كان يتوقع وفق معلومات «البناء» بأن يتريّث رئيس المجلس بالدعوة لتحميل فريق الثنائي حركة أمل وحزب الله مسؤولية تعطيل انتخاب الرئيس.
لكن دعوة بري أربكت الفريق الداعم لأزعور وستكشف مدى جدّيته في خياره في ظل تشتت قوى المعارضة وتناقض المصالح بينهم وتردّد التيار الوطني الحر بإعلان ترشيح أزعور. وتتجه الأنظار الى اجتماع الهيئة السياسية للتيار اليوم لإعلان الموقف النهائي، والمرجح أن يعلن تأييد ترشيح أزعور وربطه ببرنامج رئاسي وبالحوار مع الكتل النيابية الأخرى وفق معلومات «البناء»، فيما تجتمع كتلة اللقاء الديموقراطي الخميس المقبل لحسم خيارها حيال ترشيح أزعور، وفق ما أشارت مصادر الحزب الاشتراكي لـ»البناء».
وسجلت أوساط سياسيّة جملة ملاحظات على إعلان المعارضة ترشيح أزعور في الشكل والمضمون.
أولاً لم يعلن أزعور حتى الساعة ترشيحه رسمياً، وعلمت «البناء» أن الأخير أبلغ القوى الداعمة له بأنه لن يعلن ترشيحه ولن يستقيل من منصبه في صندوق النقد، قبل أن يضمن فوزه بالرئاسة.
ثانياً التمثيل الهزيل لقوى المعارضة الذين اجتمعوا في منزل النائب ميشال معوّض، وغياب ممثل عن التيار الوطني الحر.
ثالثاً لم يعلنوا بصريح العبارة ترشيح أزعور بل التقاطع على ترشيحه ما فتح الباب أمام التراجع عن هذا الترشيح عندما تنتفي المصلحة المشتركة لأحد الأطراف.
رابعاً استمرار الخلاف بين قوى التغيير، إذ لم يحضر كل نواب تكتل التغيير في ظل انقسامهم بين ثلاثة أطراف.
خامساً تشتت النواب المستقلين بين عدة خيارات وعدم حسم خياراتهم.
سادساً تردّد التيار الوطني الحر بدعم ترشيح أزعور في ظل الخلاف داخل التكتل في اجتماعه الأخير ما دفع النائب جبران باسيل الى نقل اتخاذ القرار من التكتل الى الهيئة السياسية للتيار.
ولفت عضو التكتل النائب جورج عطالله في حديث تلفزيوني، الى أننا «قطعنا شوطًا في الاتفاق على اسم، ولكن يجب أن نتحدث بالخطوط الأساسية للمرشح، الطموح ليس الوصول إلى رئيس وحسب، وخاصةً في ظل هذه الأزمة الكبيرة على كل المستويات، والأكيد اليوم أن كل هذه الأطراف جلست معًا وهي أصلاً متباعدة، والموضوع الأساسي في الجلسات كان كسر الجليد وإعادة بناء الثقة».
واوضح بأننا «الفريق الوحيد الذي تجرأ على الجلوس مع حزب الله والمناقشة بنقاط خلافية في اتفاق مار مخايل، هذا التفاهم حمى بجزء منه لبنان، أما في جزء مكافحة الفساد وبناء المؤسسات لم ينجح، ونحن اليوم نتخاصم مع حزب الله في الملفين الحكومي والرئاسي ولا نتقاطع معه في الوقت الحالي على أي شيء».
سابعاً عدم ضمان أكثرية الـ 65 نائباً في ظل غموض موقف اللقاء الديمقراطي ورفض تكتل الاعتدال الوطني التصويت لأزعور وغياب الميثاقية الشيعية والدعم السني لأزعور، والتوافق الخارجي حوله.
وتخلص الأوساط الى أن ترشيح أزعور مناورة لتعطيل انتخابات الرئاسة وقطع الطريق على رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وتضييع الوقت والرهان على الخارج.
وعكس كلام النائب مارك ضو رسالة الى زملائه في تكتل التغيير المترددين والرافضين لخيار أزعور، إذ قال: «جلسة انتخاب الرئيس في ١٤ حزيران مسؤولية كل كتلة ونائب إبلاغ ناخبيهما، لمن سيصوّتون. حق الناس معرفة قرار ممثليهم وأسباب اختيارهم. نحن أعلنا أمس: بين سليمان وجهاد نختار جهاد».
وعُلِم أن عدداً من المستقلين يتباحثون لعدم التصويت بورقة بيضاء خوفاً من احتساب أصواتهم لصالح فريق سياسي معين، ومن بين الأفكار التصويت لاسم ثالث للتمايز عن فرنجية وأزعور.
بدوره، أشار النّائب عبدالرحمن البزري الى أنّ الاصطفاف الحالي الذي بات طائفياً لا يحقّق آمال وطموحات اللبنانيين. وأضاف في حديث إذاعي عن موقفه من الترشيحات، أنّه والنائبين أسامة سعد وشربل مسعد وعددًا من النواب التغييريين لا زالوا يدرسون الوضع لاتخاذ الموقف الصحيح من انتخاب رئيس للجمهورية، وقال «نحن لا نريد معركة مرشح مدعوم من «الثنائي الشيعي» ضدّ مرشّح مدعوم من الأكثرية المسيحية». واعتبر البزري أن الخروج من هذه الدوامة، هناك خيارات متعددة منها الذهاب إلى الانتخابات وليفز من يفز ونحن ندرس ترشيح شخصيّة ثالثة تتلاقى مع الطرفين.
بدوره، أوحى تصريح أمين سر كتلة اللقاء الديمقراطي النائب هادي أبو الحسن بالتمهيد لعدم إعلان أزعور والبقاء في المنطقة الرمادية والوسطية، وكشف أبو الحسن أن «اجتماع الكتلة سيكون هذا الأسبوع فور عودة وليد جنبلاط وتيمور جنبلاط من الخارج».
وفي حديث تلفزيوني، اعتبر أن «أزعور ليس مرشح تحدٍ، ونحن لم نبدّل رأينا به، ولكن الموضوع لا يتعلق بالتسمية أو التصويت، بل بكيفية تحضير الأجواء كي يصل أزعور إلى سدّة الرئاسة، والاصطفاف الحاد قد يخلق نوعاً من الاستقطاب الذي يُفسر وكأنه ترشيح تحدٍ». ودعا إلى «توسيع مروحة التأييد لأزعور وألا نذهب إلى جلسات تُشبه الجلسات السابقة، حتى نخرج برئيس يستطيع أن يؤمن توافقاً واسعاً، ونحن نحتاج إلى نصاب الـ86 والنصاب الثاني 65، وفي حال غاب التوافق، ثمة عائقان يعترضان مسار أزعور إلى الرئاسة، الأول تعطيل النصاب والثاني هو الميثاقية».
على صعيد «الثنائي» لم يؤثر ترشيح المعارضة لأزعور ولا الحملة السياسية والإعلامية على رئيس المجلس على موقف حركة أمل وحزب الله، وأكد مصدر رفيع في الثنائي لـ»البناء» أن ترشيح أزعور خطة تصعيدية لن تؤدي إلا لمزيد من التأزيم وعرقلة انتخاب الرئيس وإطالة أمد الفراغ»، وحذرت من أن اللجوء الى خيار التصعيد ضد شريك أساسي في الوطن، سيؤدي الى تخريب البلد والعبث بالأمن والاستقرار السياسي والشراكة الحقيقة. وتساءلت: ما الذي يميز أزعور عن فرنجية لكي يجمعوا على ترشيحه، وما الذي يجمعهم على هذا المرشح سوى العداء لفرنجية وقطع الطريق على وصوله الى بعبدا؟ وماذا بعد التوحّد خلف ترشيحه؟ هل اتفقوا على البرنامج الرئاسي وتقاسم الحصص الوزارية ورئيس للحكومة وطبيعة الحكومة وسياساتها؟ وأكد المصدر بأن الثنائي والحلفاء لن يقفوا مكتوفي الأيدي بل سيواجهون مشروع الفوضى الجديد الذي أطلّ برأسه من بوابة ترشيح أزعور. مشدداً على أن الثنائي لن يسمح بفوز أزعور وسيسقطه في المجلس النيابي، وكل سيناريو في جلسة 14 حزيران سيقابله بسيناريو مضادّ وفق ظروف الجلسة ومسارها.
وإذ استبعد المصدر إعلان فرنجية ترشّحه رسمياً، رجحت أن يلجأ الثنائي الى خيار الورقة البيضاء إلا إذا حصلت مستجدات ربطاً بالحراك الفرنسيّ المستمر والجهد السعودي المرتقب باتجاه لبنان بناء على حصيلة اللقاء الخماسي الذي سيُعقد في قطر بعد أيام.
وأشارت أجواء عين التينة لـ»البناء» الى أن الرئيس بري يقوم بواجبه الدستوري بالدعوة الى جلسة وسيديرها وفق الأصول والنظام الداخلي لمجلس النواب وسيراقب الوضع ومواقف الأطراف والحراك الخارجي للبناء على الشيء مقتضاه، ونفت المصادر الربط بين التلويح بالعقوبات الأميركية على مقرّبين من الرئيس بري وبين الدعوة الى جلسة، مؤكدة أنها مرتبطة بإعلان المعارضة ترشيح أزعور وهذا ما سبق لبري أن صرّح به. وأكدت بأن الرئيس بري لم يعِر أي اهتمام للكلام عن عقوبات ولم يخضع في السابق ولا يخضع الآن ولا في المستقبل، وتاريخه يشهد بمواجهة الضغوط وكل أنواع التهديد.
ووفق مصادر مطلعة لـ»البناء» فإن الخيار المرجح في جلسة 14 حزيران هو توفر نصاب انعقاد الجلسة والتصويت في الدورة الأولى وفرط النصاب في الدورة الثانية، علماً أن لا فرنجية ولا أزعور يملكان أكثرية الـ 65 صوتاً حتى الساعة، في ظل تريث كتلتي اللقاء الديمقراطي والاعتدال في حسم الموقف، وفي المقابل هناك 40 نائباً من قوى التغيير والمستقلين وتكتل لبنان القوي لم يحسموا أمرهم ويرفضوا التصويت لأزعور.
على صعيد آخر، التقى وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال عباس الحاج حسن في مكتبه في بيروت، نظيره السوري محمد حسان قطنا على رأس وفد من وزارة الزراعة السورية والسفارة السورية في لبنان، وتركز البحث حول أهمية توحيد الدول العربية إجراءاتها وسياساتها الزراعية لتتمكن من الحفاظ على أمنها الغذائي من خلال توحيد الإجراءات الحدودية وتخفيف الرسوم الجمركية وحل المشاكل التي تواجه تبادل المواد الغذائية.
وكشف الحاج حسن أن العلاقات اللبنانية السورية على المستوى الزراعي تمرّ بمرحلة مميزة جداً، متمنياً أن تنعكس على جميع القطاعات الأخرى مما ينعكس إيجاباً على عمليات الاستيراد والتصدير وعمليات الترانزيت، معتبراً ان سورية هي معبر لبنان الوحيد نحو العالم العربي ودول الخليج.
========
مصدر الخبر
للمزيد Facebook