هل يساعد الشوكولا في مكافحة التغير المناخي؟
داخل مصنع من الطوب الأحمر في مدينة هامبورغ الساحلية الألمانية، يُنتَج من قشور حبوب الكاكاو مسحوق أسود يتسم بقدرة على مكافحة التغير المناخي، يطلق عليه اسم “الفحم الحيوي” (بايوشار).
تقوم العملية بحبس غازات الدفيئة فيما يمكن استخدام المنتج النهائي كسماد أو لإنتاج الخرسانة “الصديقة للبيئة”.
وفي حين ما زال مجال تصنيع الفحم الحيوي ناشئاً، توفر هذه التقنية طريقة مبتكرة لإزالة الكربون من الغلاف الجوي، بحسب الخبراء.
وفي السياق، يقول الرئيس التنفيذي لشركة “سيركلر كاربون” بيك ستينلوند، من مصنع إنتاج الفحم الحيوي في هامبورغ “نحن نعكس دورة الكربون”.
ويحبس الفحم الحيوي ثاني أكسيد الكربون الموجود في القشور، في عملية يمكن استخدامها لأي نبتة أخرى.
ويقول ستينلوند إن طناً واحداً من الفحم الحيوي، يخزّن “ما يعادل 2,5 الى ثلاثة أطنان من ثاني اكسيد الكربون”.
وينجم عن عملية الإنتاج المُسماة بالتحلل الحراري، كمية معينة من الغاز الحيوي يُعاد بيعها إلى مصنع مجاور. وفي الإجمال، ينتج المصنع سنوياً 3500 طن من الفحم الحيوي و”ما يصل إلى 20 ميغاواط في الساعة” من الغاز، من خلال عشرة آلاف طن من قشور الكاكاو. إلا أنّ طريقة الإنتاج ما زال من الصعب رفعها إلى المستوى الذي ترغب فيه الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغير المناخي.
ولا تتكيّف مختلف أنواع التربة جيداً مع الفحم الحيوي، ويشير اوبن إلى أنّ السماد “ينطوي على فاعلية أكبر في المناخات الاستوائية” في حين أن المواد الخام لإنتاجه ليست متوفرة في كل المناطق، لافتا إلى أن التكلفة قد تكون باهظة إذ تبلغ “نحو 1070 دولاراً للطن الواحد، وهو سعر مرتفع للمزارعين”.
وللاستفادة بشكل أفضل من المسحوق الأسود، يشدد أوبن على ضرورة التوصّل إلى استخدامات أخرى له، كالاستعانة به في قطاع البناء مثلاً لإنتاج خرسانة “صديقة للبيئة”.
وبهدف تحقيق أرباح، توصلت الشركة المنتجة للفحم الحيوي إلى فكرة تتمثل ببيع شهادات كربون للشركات التي تسعى إلى تحقيق توازن في انبعاثات الكربون لديها من خلال إنتاج كمية معينة من الفحم الحيوي.
ومع إدراج الفحم الحيوي في نظام شهادات الكربون الأوروبية شديدة التنظيم، “يشهد القطاع نمواً مطرداً”، بحسب ستينلوند. وتتطلع شركته إلى فتح ثلاثة مواقع جديدة لإنتاج كميات إضافية من الفحم الحيوي خلال الأشهر المقبلة.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook