خسائر “التيار من فكّ التحالف مع حزب الله
بدأت المواجهة بين التيار “الوطني الحر” و”حزب الله” تأخذ طابعا مختلفاً، اذ إن الكباش السياسي بين الطرفين انتقل من مرحلة تكتيكية ليصبح بشكل تدريجي اشتباكًا استراتيجياً يصعب على الطرفين تجاوزه مع مرور الوقت أو مع حلّ الخلافات حول هذا الملف أو ذاك.
الخلاف على الاستحقاق الرئاسي بوصفه ملفا اساسيا في لبنان تحول الى تموضعات سياسية مختلفة، اذ يتجه “التيار الوطني الحر” بشكلٍ علني الى الاصطفاف الى جانب الخصوم التقليديين لـ”لحزب الله” مثل “القوات اللبنانية” والتحالف معهم في مواجهة مرشحه رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية.
هذا الخلاف سيعني ان “حزب الله” سيخرج من التحالف مع “التيار الوطني الحر” للمرة الأولى منذ توقيع اتفاق “مار مخايل” وقد تظهر نتائج هذا الانفصال في المراحل المقبلة و تحديدا بعد انتهاء الاستحقاق الرئاسي الذي خلق اصطفافات جديدة ومستغربة، وعندها سيجد “التيار” نفسه وحيدا وشبه معزول عن الحياة السياسية اللبنانية. فإذا كان “التيار” وجد حلفاء كثرا في لحظة الكباش الرئاسي التي تسعى كل الأطراف للفوز به او لتخفيف خسائرهم منه، يبدو ان المرحلة المقبلة التي تلي انتخاب الرئيس، بمعزل عن هويته، ستشهد تعرّيَ “التيار” سياسيًا خصوصا في مرحلة تشكيل الحكومة والاتفاق على قانون جديد للانتخاب.
وبحسب مصادر سياسية شديدة الاطلاع، فإن “التيار” سيلمس لاحقاً ان الرافعة السياسية الاساسية التي كانت تؤمّن له مطالبه وحصته في مجلس الوزراء، مهما بلغت صعوبتها، وكانت ايضاً تعطل له الحكومة حتى تحصيل مكتسباته، باتت لا تلتفت اليه، كما انه سيكتشف ان هناك قدرة ل” الثنائي الشيعي” على التقاطع في المجلس النيابي وفي العمل التشريعي مع “القوات اللبنانية” و”حزب الكتائب” وليس فقط مع “التيار”، وسيصبح عندها أي اتفاق أو تسوية معه على القطعة تماماً كما مع “القوات” ومع “الكتائب” وغيرهم من الأفرقاء، ومساواة “التيار” الذي كان حليفاً أساسياً “للحزب” في مرحلة سابقة بغيره من الاحزاب السياسية المناهضة “للحزب” سيجعله يتكبّد خسائر كبرى على الساحة السياسية.
يحاول بعض الأطراف السياسيين في لبنان نقل المواجهة مع “حزب الله” الى مستوى مختلف من خلال عزله سياسيًا ومحاولة تكرار تجربة العام 2005، و هذا الامر يحتاج بشكل جدي الى “التيار الوطني الحر”، لذلك فإن استمرار الاخير في التموضع الى جانب خصوم “الحزب” قد يؤدي وبشكل حاسم الى ردة فعل واضحة من “حزب الله” لاعتبارات عديدة أهمها أن “التيار” سيعتبر بالنسبة “للحزب” شريكاً في عزله سياسياً!
مصدر الخبر
للمزيد Facebook