الوكالة الوطنية للإعلام – الأنباء: فريقا الانقسام يتبادلان أدوار التعطيل.. والمسؤولية عليهما في تعميق الأزمات
وطنية – كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية: تتأرجح البلاد فوق هوة أزماتها، وتذهب القوى السياسية الرابضة خلف مواقفها مذهب من لا يكترث فعلاً لما تؤول إليه شؤون الناس، ويمعنون بترفٍ في البحث والمناقشة بالملف الرئاسي وما قبله وما بعده، وكأن الأمور ليست بما هي فيه من خطورة وانهيار.
وبعد ارتفاع منسوب التفاؤل في اليومين الماضيين مبشرًا بقرب اتفاق القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر على اسم الوزير السابق جهاد أزعور كمرشح لانتخابات رئاسة الجمهورية، جاء موقف رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد الرافض لأزعور ليقطع الطريق على أي مبادرة وفاقية، وذلك بعد أيام قليلة من دعوة الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله لوضع لائحة عليها كل الأسماء و”نتناقش ليس بشرط مسبق إلغائي لأحد دون آخر”. لكن رعد غمز من قناة أزعور، معتبرا أن المرشح الذي يتم التداول باسمه هو مرشح مناورة ويهدف الى قطع الطريق على رئيس تيار المردة سليمان فرنجية.
مصادر سياسية مواكبة اعتبرت أن رعد قصد بكلامه تخويف أزعور الذي يرفض أن يكون مرشح تحدّي بمواجهة فرنجية، وتأكيد رعد على تمسك الثنائي بفرنجية، فيما دعوات حزب الله المتكررة للتوافق انما هي للتفاوض مع بقية الكتل النيابية للتصويت لفرنجية. المصادر اعتبرت عبر الأنباء الإلكترونية أن “موقف رئيس كتلة الوفاء للمقاومة أعاد الأمور إلى المربع الأول وأعاق أي عملية تقدم باتجاه الحل. وفي كلامه رسائل مفادها ان قرار الرئاسة هو بيد حزب الله، وأن على جبران باسيل أن يختار إما البقاء على تفاهم مار مخايل أو الذهاب إلى المعارضة وإلى القوات اللبنانية على وجه الخصوص، وما يمكن ان يقدمه له جعجع في المستقبل. والرسالة الثالثة وتتمثل بإعادة تأكيد حزب الله معارضته ترشيح ازعور الذي يتهمه بتنفيذ أجندة أميركية”.
وفيما يغادر بطريرك الماروني مار بشارة الراعي الى روما للقاء رئيس رئيس حكومة الفاتيكان ومن ثم الى باريس يوم غد الثلاثاء للقاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، أوضحت مصادر بكركي لجريدة “الأنباء” الإلكترونية أن الراعي سيبحث مع الرئيس الفرنسي حتماً في الاستحقاق الرئاسي والنازحين السوريين وضرورة عودتهم إلى بلدهم بعد تحسن ظروف العودة. وأضافت: “إذا لمس البطريرك رغبة لدى ماكرون بالمساعدة على إنجاز الاستحقاق الرئاسي فلن يتردد بطرح مجموعة اسماء تصلح لتبوء هذا المنصب، واسم الوزير ازعور واحد منها”.
من جهته وفي تعليقه على إمكانية التفاهم على اسم ازعور بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر رأى النائب الياس جرادي في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية أن “ارتفاع نسبة التفاؤل قد يقابلها رفض في مكان ما، لأنه سبق لحزب الله أن أعلن رفضه لأزعور”. وتمنى جرادي أن “يساعد اتفاق القوات والتيار على حل الأزمة الرئاسية وأن لا تخلق ازمة جديدة”، مذكّراً بأن رؤيته بموضوع التسميات تكمن بالاتفاق على اسم يجمع جميع الافرقاء على مرشح توافقي ولا يكون على حساب كسر فريق لفريق آخر، داعيا الذين يضعون الأسماء أن يأخذوا بهذا الاعتبار علما ان كل الاسماء المطروحة كلها خير وبركة، ولا أحد يشكك بوطنيتها.
من جهة ثانية رأى جرادي أن “من حق أزعور أن يزور السعودية وأي بلد عندما تكون الزيارة لمصلحة لبنان، وبالمقابل نرفض أي زيارة وأي لقاء على حساب لبنان”، وتابع: “طبعا هناك مشهديات كثيرة ومن حق بكركي والبطريرك الراعي ان يكون له رأي بالوضع اللبناني وموضوع الاستحقاق الرئاسي. وأي توجه لمصلحة التوافق مرحب به من قبلنا. وإذا كان لدى الراعي اسماء يريد أن يطرحها على الرئيس الفرنسي لا بأس لكن طرح الاسماء في الخارج لا يحمل بشائر الفرج. فالاسماء يجب أن تطرح داخليا”.
الا أن كل هذه الأجواء تشي بأن التعقيدات لا تزال على حالها وأن فريقي الانقسام يتداولان بينهما بعامل التعطيل الذي عطّل البلاد وعمّق أزمات المواطنين، وكل ما يمكن أن يزداد في هموم اللبنانيين إنما مسؤوليته المباشرة على عاتق المعطلين جميعهم دون استثناء.
========
مصدر الخبر
للمزيد Facebook