آخر الأخبارأخبار محلية

حزب الله يحكم المشهد؟

في الايام الماضية كان الواقع السياسي في لبنان محصورا عمليا بمشهدين، الاول حضور لبنان في القمة العربية والجو الذي اوحى بإمكانية عودة الخليج للاهتمام به ودعمه وبدء عملية انقاذه عربياً، والثاني هو حزب الله، ميدانيا عبر المناورة الحية التي نفذها أمس وسياسيا عبر تحول الموقف العربي من سلاحه بشكل يستحق البحث والقراءة.

أخذت قوى المعارضة والتيار الوطني الحر فرصة جدية في الايام الماضية من اجل الاتفاق على مرشح رئاسي واحد وخوض معركة ديمقراطية جدية، وغير معروفة النتائج مع مرشح “حزب الله” رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، او في اسوأ الاحوال احراج الحزب واظهاره معطلاً فظاً للاستحقاق الدستوري الاول في لبنان، لكن القوى السياسية المعارضة لم تستغل هذه الفرصة، اقله حتى اليوم.

ضاق الوقت، وضاق هامش المناورة لدى قوى المعارضة بعد القمة العربية، فحتى لو لم يظهر اي موقف سعودي يدعم فرنجية، فإن ما صدر عن القمة من عناوين اساسية في اكثر من ملف وتحديدا الملف اللبناني، يعطي دفعا حقيقيا لفرنجية ويساهم في تعديل مواقف بعض النواب والقوى السياسية.

لم تطرح القوى المعارضة لفرنجية اي مرشح مقابله، ما يعني انها فتحت المجال امام اكثر من طرف سياسي داخلي وحتى من الاطراف الاقليمية لاعلان دعم انتخاب اي رئيس حتى لو كان حليفا لحزب الله من اجل تجنب استمرار الفراغ، وفي الاصل، فإن معارضة الفراغ هو موقف حاسم لدى كل من السعودية وفرنسا..

تساهم التطورات الاقليمية والمتسارعة في احداث نوع من اللاستقرار لدى القوى السياسية التي تظهر غير قادرة على اتخاذ القرار بشكل متماسك، في الوقت الذي يظهر الحزب يشكل متزايد كمن يعلن ما يريد، في السياسة وفي الميدان، حتى انه يكرس دور سلاحه بشكل علني وغير مسبوق ويخرجه من النقاش بعد نحو ٢٠ عاماً من كونه اهم عنوان اشكالي في البلد.

قد يكون الحزب، الطرف الوحيد الذي يعمل ضمن السياقات الاقليمية ولديه استشراف لما هو مقبل، خصوصا ان خصومه يكتفون بردود الفعل ويتوجسون من تقاطعه مع خصومه الاقليميين، من دون اي خطوات ومساع فعلية فاعلة تجعلهم يقلبون الطاولة ويفرضون عليه تسويات يحفظون فيها حضورهم السياسي.

يرى بعض المطلعين ان المرحلة القليلة المقبلة ستشهد تسارعا في التطورات، ان كان المرتبطة بالملفات الاقليمية والمصالحات السعودية السورية والايرانية، او بما يتعلق بإنعكاس هذه المصالحات على لبنان واستحقاقاته، لذلك، اذا استمر خصوم الحزب على لا استقرارهم السياسي واستمر الحزب في محاولة “قطف” واستغلال التطورات، سيحقق مكاسب سياسية كبيرة خلال هامش زمني بسيط.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى