آخر الأخبارأخبار دولية

السلطات تهدم عشرة المقاهي في إيكباتان… مهد الحركة الاحتجاجية


نشرت في: 19/05/2023 – 13:05

قامت السلطات الإيرانية في 14 أيار/مايو الجاري بهدم شرفات مقاه في منطقة إيكباتان، في ضواحي طهران. وكانت هذه المقاهي معروفة بأنها مكان التقاء أشخاص يدعمون الحركة الاحتجاجية “مرأة، حياة، حرية” خصوصا من النساء المعارضات لفرض اللباس الإسلامي في البلاد. بعد عمليات الهدم هذه، ذهب أشخاص لمساعدة أصحاب هذه المقاهي لرفع بقايا الهدم حتى يتمكنوا من استئناف نشاطهم.

في 14 أيار/مايو 2023، تم هدم شرفات نحو عشر مقاه بمنطقة إيكباتان، أحد ضواحي الطبقة المتوسطة غرب العاصمة الإيرانية طهران وذلك باستخدام جرافات ورافعات بناء تحت أعين رجال الشرطة. ولتبرير عمليات الهدم، تذرعت السلطات بأمور تتعلق بالسلامة وشكاوى جيران المقاهي. ولكن حسب مراقبينا، فإن عددا قليلا من الناس يصدقون هذه التبريرات.


عملية هدم مقاه في منطقة إيكباتان قرب العاصمة الإيرانية طهران، في 14 أيار/ مايو 2023.

تعرف مدينة إيكباتان بمقاهيها وأسواقها ومساحاتها الخضراء ومؤخرا بمقاومتها للنظام الإيراني وتضامن سكانها فيما بينهم. ومنذ بداية الحركة الاحتجاجية “مرأة، حياة، حرية” التي انطلقت في شهر أيلول/سبتمبر 2022 بعد وفاة الشابة مسها أميني لدى احتجازها من قبل شرطة الأخلاق، خرجت مظاهرات وتم ترديد أناشيد مناهضة للنظام ونظمت تظاهرات “عناق مجاني” (free hugs) في هذه المدينة التي كانت أيضا مسرحا لإيقافات ومواجهات عنيفة بين المتظاهرين قوات الحرس الثوري الإيراني.

وعلى غرار ما عليه الحال في كامل مناطق إيران، يعد الشباب -والنساء منهم بالخصوص- رأس حربة في الحركة الاحتجاجية. وبالنسبة إليهن، فإن مقاهي منطقة إيكباتان كانت بمثابة أماكن آمنة يمكن لهن الالتقاء فيها دون ارتداء الحجاب الإسلامي.

وحسب “هاميهان” وهي وسيلة إعلام إيرانية، فإن كلفة الأضرار التي تسببت بها علميات الهدم هذه تصل إلى مليار تومان إيراني (حوالى 20 ألف يورو) وهددت الشرطة باعتقال أن شخص يعترض على الهدم.


يظهر هذا المقطع المصور في 14 أيار/ مايو الجاري الأضرار التي تسببت بها عمليات الهدم في شرفات مقاهي إيكباتان.

“تحولت المقاهي إلى مكان للمقاومة”

“إي” (اسم مستعار) تشارك بمنطقة إيكباتان في الحركة الاحتجاجية ضد النظام الإيراني منذ أيلول/سبتمبر الماضي وتقول:

بدؤوا في عملية هدم المقاهي في حدود الساعة الخامسة صباحا، وانتهوا منها في حدود الساعة الثامنة. كان هناك الكثير من المدنيين ورجال الشرطة بدراجاتهم النارية وارتدوا أقنعة لإخفاء وجوههم. هدموا واجهات المقاهي، حيث كان الزبائن يجلسون وذلك لأن المكان ضيق جدا داخلها. أغلقوا بعض المقاهي لبضعة أيام في السابق ولكن هذه المرة كانوا يريدون هدمها.

توجد هذه المقاهي في منطقتنا منذ نحو عشرة أعوام، كانت تشغل الموسيقى وكان الناس يجدون السعادة فيها. منذ شهر أيلول/سبتمبر الماضي، أصبحت هذه المقاهي أكثر أهيمة، وتحولت إلى مكان للمقاومة. تم داخلها تنظيم المظاهرات والنقاشات كما أن النساء يرفض ارتداء الحجاب الإسلامي داخلها، وهو ما جعلها تتحول إلى مكان مستهدف من الجمهورية الإسلامية. وبالتالي فإن عمليات الهدم هذه كانت بمثابة العقاب.

عندما علمنا ما حدث [فريق التحرير: في 14 أيار/مايو 2023]، شعرنا بخيبة أمل. ولكن استجمعنا قوانا للذهاب إلى عين المكان لمساعدة أصحاب المقاهي في جمع بقايا الهدم حتى يتمكنوا من إعادة فتح محلاتهم في أحسن حال ممكن. والآن، يوجد عدد أكبر من الزبائن الذين يتوجهون إلى هذه المقاهي لشراء شيء ما -حتى من الناس غير المتعودين على ارتيادها- وذلك بنية مساعدة أصحابها. استثمر هؤلاء أموالا طائلة في هذه الشرفات، تم تدمير كل شيء في غضون ثلاث ساعات فقط.

منذ شهر أيلول/سبتمبر الماضي ومشاركتنا الفعالة في المظاهرات، قامت الجمهورية الإسلامية بكل ما في وسعها لإسكات صوتنا. نفذوا اعتقالات وهجمات وخربوا المباني التي نعيش فيها. حتى أنهم حكموا بالإعدام على عدد منا. [فريق التحرير: في 26 تشرين الأول/أكتوبر 2022، تعرض عضو في الحرس الثوري الإيراني لإصابة في منطقة إيكباتان وتوفي في المستشفى متأثرا بجروجه بعد بضعة أيام. وقام النظام الإيراني باعتقال 14 شخصا وسجن ثلاثة منهم في تهم تصل عقوبتها إلى الإعدام]. إنهم يهددون كل الناس. لقد أخرجوا عددا كبيرا من فرق الشرطة والمليشيات في إيكباتان، ولكن لم نستسلم أبدا، وسنواصل المقاومة.

منذ بداية المظاهرات في إيران تحت شعار “مرأة، حياة، حرية” في شهر أيلول/سبتمبر الماضي، قتل ما لا يقل عن 530 شخاص وسقط الآلاف من الجرحى وتم اعتقال الآلاف من الناس.

//platform.twitter.com/widgets.js


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى