سوريا بين تجميع الأوراق… وحرقها
كتب جان فغالي في” نداء الوطن”: مقتل «أسكوبار المخدرات» في سوريا، بواسطة غارة من سلاح الجو الأردني في العمق السوري، لا يمكن أن يحدث لولا التنسيق الأردني- السوري، ولو لم يكن كذلك، لكانت صدرت بيانات الاستنكار السوري «لانتهاك الأردن للسيادة السورية»، لكن ما حدث يثبت أنّ العملية العسكرية قام بها الاردن بـ»قبّة باط» سورية لتصبَّ أهدافها في مصلحة «الراعي الديبلوماسي السعودي»، كجزء من صفقة عودة سوريا إلى الجامعة العربية وفق سياسة «خطوة مقابل خطوة»، خطوة ديبلوماسية من السعودية، تقابلها خطوة ميدانية من سوريا، وهكذا دواليك، إلى أن يكتمل عقد العودة إلى علاقات طبيعية بين الرياض ودمشق.بارعٌ النظام السوري في تجميع الأوراق بين يديه، واستخدامها في أي تفاوض لاحق بهدف أوّلي هو المحافظة على نفسه وديمومته قَدْر المستطاع:فهذا النظام هو الذي يجمع أوراق ما يمكن تسميته بـ»ملف الكابتاغون» واستخدامها إما في التداول الديبلوماسي، وإما في قبض ثمنها في حال صدر قرار بإحراق هذه الأوراق، فيتم ذلك ولكن في مقابل قبض الثمن، تعويضاً عن هذا الإحراق.الغارة الاردنية على «اسكوبار الكابتاغون»، هي جزء من إحراق سوريا لإحدى الأوراق التي في يدها، إنّه «مرعي رويشد الرمثان» من قرية الشعاب القريبة من الحدود الأردنية – السورية في ريف السويداء.ماذا عن التوقيت؟ تأتي هذه الغارة الاردنية النادرة من نوعها داخل سوريا، بعد أقل من أسبوعين على ما صدر في عمان إثر اجتماع وزراء خارجية الأردن وسوريا والعراق ومصر والسعودية، والذي تحدث عن «تعزيز التعاون بين سوريا ودول الجوار والدول المتأثرة بعمليات الاتجار بالمخدرات وتهريبها عبر الحدود السورية». وأهم ما في البيان أنّ سوريا «ستتعاون مع الأردن والعراق في تشكيل فريقي عمل من سياسيين وأمنيين مشتركين منفصلين خلال شهر، لتحديد مصادر إنتاج المخدرات في سوريا وتهريبها والجهات التي تنظم وتدير وتنفذ عمليات تهريب عبر الحدود مع الأردن والعراق واتخاذ الخطوات اللازمة لإنهاء عمليات التهريب».هل بدأ «اتخاذ الخطوات اللازمة»؟ يبدو أنّه كذلك!
مصدر الخبر
للمزيد Facebook