جامعة منوبة تسحب صفة “أستاذ متميز” من عميدها السابق على خلفية اتهامات بـ”التطبيع” مع إسرائيل
نشرت في: 17/04/2023 – 19:11
قرر المجلس العلمي بكلية الآداب والفنون والإنسانيات بمنوبة، قرب العاصمة تونس، في 12 أبريل/نيسان وخلال جلسة استثنائية، التراجع عن إسناد العميد السابق للكلية الحبيب القزدغلي صفة “أستاذ متميز” لمشاركته في ملتقى تنظمه “جمعية تاريخ اليهود بتونس” حاليا بباريس ويحضره أساتذة جامعيون إسرائيليون. ورأت رئاسة الجامعة في هذا الملتقى “سعيا ماكرا إلى التطبيع” مع إسرائيل، وهو ما ينفيه الأستاذ الجامعي بشكل قطعي.
بدأت القضية في 11 أبريل/نيسان عندما نشرت رئاسة جامعة منوبة، قرب العاصمة تونس، بيانا قالت فيه إنها “تفاجأت بورود أسماء باحثين من ثلاث جامعات إسرائيلية إلى جانب باحثين تونسيّين” (اثنين) في ملتقى تنظمه “جمعية تاريخ اليهود بتونس” في باريس (في 17 و18 أبريل/نيسان)، واستغربت “مما وراء ذلك من سعي للتطبيع” مع إسرائيل.
ويحمل هذا الملتقى عنوان “اليهود والقانون في تونس – من الحماية حتى الاستقلال (1881-1956)، بين التقدم التاريخي والمرونة الدينية”، ويشارك فيه عدة جامعيين وباحثين من عدة بلدان بينها فرنسا وتونس وإسرائيل والولايات المتحدة.
“انتحال” صفة العميد الفخري
استنكرت جامعة منوبة تسجيل صفة “الانتساب إليها” بالبرنامج، في إشارة إلى تقديم العميد السابق للكلية، الحبيب القزدغلي، وهو أحد المشاركين بالملتقى بصفته عميدا فخريا. وفي اليوم التالي، عقد أعضاء المجلس العلمي لكلية الآداب والفنون والإنسانيات جلسة استثنائية قرروا خلالها بالإجماع التراجع عن إسناد صفة “أستاذ متميز” لزميلهم السابق، متهمين إياه بـ”انتحال” صفة العميد الفخري، مشددين على رفضهم القاطع “لكل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني ومؤسساته الأكاديمية”.
وجاء آخر فصل في هذه القضية الإثنين بخروج مظاهرة احتجاجية أمام مقر وزارة التعليم العالي، وسط العاصمة، شارك فيها عشرات النشطاء الذين أعربوا عن رفضهم لـ”التطبيع الأكاديمي مع إسرائيل”. وقال مراسل فرانس24 في تونس نور الدين مباركي إن المحتجين رفعوا شعارات تطالب السلطات بتجريم التطبيع وأخرى تندد بـ”المطبعين” مع الدولة العبرية.
وحسب مباركي فإنه “لا يمكن القول إن هناك اهتمام في الشارع التونسي بملف الحبيب القزدغلي”، مشيرا أن “هناك تباين بين رافض لعقد الندوة باعتبارها تطبيعا مع إسرائيل وتعرض القزدغلي إلى انتقادات شديدة، ومن دعا إلى عدم إعطاء الملف أكثر مما يستحقه خاصة أن الندوة ستعقد في فرنسا وليس في تونس”. وتابع: “في المقابل، وجد الملف صدى على مستوى رسمي وأيضا في المجتمع المدني والسياسي، وأغلب المواقف التي صدرت تعتبر الندوة ومشاركة جامعيين من إسرائيل تطبيعا مرفوضا”.
عريضة لمثقفين في فرنسا تدعو لرد الاعتبار إلى الحبيب القزدغلي
في فرنسا، نشر تجمع يضم أكاديميين وأساتذة جامعيين ومثقفين بمجالات متنوعة عريضة، في 15 أبريل/نيسان، نددوا فيها بقرار جامعة منوبة سحب صفة “أستاذ متميز” عن الحبيب القزدغلي، مطالبين السلطات التونسية أن تتدخل من أجل استعادة زميلهم صفته المفقودة.
من جهته، تأسف القزدغلي وتحسر لموقف جامعة منوبة ولقرار المجلس العلمي بالكلية، وقال في تصريحات لوسائل إعلام تونسية (بينها محطتا “شمس إف إم” و”ديوان إف إم”) إنه “لا يمثل أحد” في هذا الملتقى ولا يمثل فيه لا تونس ولا جامعة منوبة، وإنما يشارك فيه كباحث وكأستاذ جامعي. وشدد على أنه يشارك في الملتقى لأنه يتحدث عن تاريخ تونس، وأنه “لم يسبق له الدعوة للتطبيع أو تبريره بأي شكل من الأشكال”. وقال لـ “ديوان إف إم” إن موقفه [من التطبيع] هو “الموقف التونسي، أي ضد السياسة العنصرية والاستعمارية لدولة الاحتلال الإسرائيلي”.
واستاء القزدغلي من تصرف أعضاء المجلس العلمي، والذي كان أحد أعضائه على مدى عشرين عاما، قائلا “لم يتصل به أحد للاستفسار أو التوضيح”. أما بخصوص صفة العميد الفخري، فأكد أنها تنطبق على أي “عميد سابق”، فهي “شرفية” كما صرح على أمواج إذاعة “شمس إف إم”، أنه لم يطلب من منظمي الملتقى أن “يكتبوها” في منشوراتهم.
علاوة مزياني
مصدر الخبر
للمزيد Facebook