الجامعة الأنطونية تفتتح معرضًا عن الحرب اللبنانية
عدره
من جهته رأى عدره أن لبنان اليوم على شفير الهاوية، ولكن هذا ليس بجديد عليه. فهو يمرّ منذ استقلاله بأزمات وحروب. ورأى أن المشكلة الأساس تكمن في النظام الذي ارتضيناه رغبةً، أو قهراً، أو عجزاً، أو كل هذه الحالات معاً، هذا النظام السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي يولّد أزمات من دون حلول.
ورأى أن المسألة عند اندلاع الحرب في العام 1975، لم تكن مسألة «توطين الفلسطينيين» ولا «الخوف من سلاحهم»، ولم تكن «خيانة» لمصالح إسرائيل، وهي اليوم ليست بين «14 آذار» و«8 آذار»، أي ليست بين «حرّية وسيادة واستقلال» و«سلاح المقاومة». إنما المسألة تعود إلى عمق النظام الذي نُستخدم نحن وقوداً له. وتابع بالقول، “إن من يُسَمَّون «زعماء الطوائف» أو «أمراؤها» هم ضحايا هذه الحلقة المفرغة من العنف كما هم من صانعيها، كأتباعهم ومواطنيهم. ولا خروج لنا من هذه الحلقة الجهنّمية ما لم نتوافق على التشخيص ونتشارك في وضع الحلول. ولتحقيق ذلك لا بدّ من خطوتين وهما: الحقيقة والمصالحة.ِ”
وختم كلامه بالإشارة إلى أن الأوان قد آن لنتعلّم أن الجميعَ خاسرٌ في النهاية، آملًا في أن تساهم الدولية للمعلومات ومتحف نابو عبر كتاب حروب لبنان، لماذا؟ ومعرض “يأسٌ وأمل”، في إنعاش ذاكرة اللبنانيين علّهم لا يكرّرون الماضي.
المرتضى
وفي كلمته أكد وزير الثقافة أن لا يمكن لاي فئة من اللبنانيين ان تحتكر لبنان او تستأثر به والسبب الموجب لوجود الكيان هو ان يكون وطنا لعيش التنوع. من هنا وجب على كل فئة ان تحفظ الاخرى لكي تضمن مصلحتها التي تفرض عليها السعي للحفاظ على بقاء الوطن.
وأضاف: “علينا كلبنانيين ان نسعى إلى عهد جديد بيننا يحفظ بموجبه كل منا الآخر في وجوده وإيمانه ومقدساته وحضوره الفاعل، ويفرح به ويتكامل معه ويبني واياه وطنا نستحقه جميعا.”
وتابع: “الحرب ليست مفردة عزلاء، بل خطاب مسلّح يهجم على المجتمع بكامل عتاده اللّفظي والمعنوي والنفسي، فينصب الحواجز أولًا بين القلوب والوجوه، ويزرع في الجماعة خوفًا من الأخرى، وفي الواحد خشية من أخيه، ويزلزل الثقة بينهما بإمكانيات اللقاء، حتى تصير المعارك العسكرية والمتاريس بين الأحياء مظهرا مستساغا.”
وكانت مداخلة للإعلامي يزبك وهبة أضاء فيها على أسباب الحرب الأهلية وظروفها ونتائجها على الرغم من الإختلاف الكبير في النظرة بين القوى السياسية حول هذا الشأن. والعِبرة المستخلصة منها وما إذا الشعب اللبناني قد تعلّم مدى الكوارث الإنسانية التي سبّبتها هذه الحرب.
وفي ختام الإحتفال قدّمت الجامعة الأنطونية نسخة نادرة من أول إنجيل طبع باللّغة العربية في روما سنة 1590 ، وأعاد طبعه الرهبان الأنطونيون.
إشارة إلى أن معرض “يأس وأمل” يستمر في حرم الجامعة في بعبدا حتى تاريخ 12 ايار المقبل، وستكون أبواب المعرض مفتوحة أمام الجميع من الساعة 11 صباحًا وحتى الخامسة من بعد الظهر. وسيترافق مع ندوات ومحاضرات للطلاب عن الحرب وما رافقها.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook