لبنان مدخل للتسوية في سوريا
كتب جوني منيّر في” الجمهورية”: نهاية فترة الاعياد تُنبئ بدينامية جديدة. ذلك انّ المبادرة الفرنسية، والتي تلقّت ضربة أميركية بسبب العقوبات التي فرضت على الاخوين رحمة، ستحلّ مكانها مبادرة قطرية مدروسة اكثر وتحظى بمظلة سعودية وأميركية.
فبعد الجولة الاولى للموفد القطري، والتي كانت استكشافية، من المنتظر ان تحصل جولة ثانية بعد انتهاء عيد الفطر، على ان تكون هذه المرة أكثر «دسامة». وما بين الزيارتين ثمة تطورات ومستجدات إقليمية من المفترض ان تشكّل عامل مساعدة للمبادرة القطرية.
الحركة الحاصلة في الكواليس تشير الى مستجدات ايجابية قد يشهدها الملف النووي، ما سيسمح بتسهيل التسويات إن في لبنان او في سوريا. في السابق كان التصوّر أن الانطلاق في التسوية من البوابة السورية سيجعل النتيجة تلقائياً محسومة في لبنان. لكن ثمة تبدّلاً بدأ يظهر وعلى اساس انّ إنجاز التسوية أولاً في لبنان سيسهّل الحلول في سوريا. ذلك انّ رفع العقوبات الاميركية عن سوريا يحتاج الى تهيئة ظروف اعادة النازحين الى ديارهم من دون الخوف من التجنيد او التحقيقات، وايضاً الاتفاق على دستور جديد للبلاد واعادة رسم الالوان الاقليمية بعناية على الساحة السورية، مع الاشارة هنا الى التباطؤ المصري المُستجد حيال التطبيع مع سوريا. امّا في لبنان فتبدو الامور اشد خطورة ومحكومة باستحقاقات زمنية داخلية داهمة، ولكنها في الوقت نفسه اصبحت اكثر نضجاً لتحقيقها، وهو ما سيسهّل لاحقاً الحلول في سوريا. لذلك سيعود الموفد القطري بعد عيد الفطر وهو يتّكئ على مناخ سعودي ـ ايراني مساعد واجواء اميركية ـ ايرانية واعدة.
فالمبادرة الفرنسية التي اصطدمت بالعقوبات الاميركية من جهة وبصواريخ الجنوب من جهة اخرى، أدّت مهمتها في ملء الوقت الضائع وتدوير بعض الزوايا. أضِف الى ذلك السقطات المتلاحقة التي يسجّلها الرئيس الفرنسي، إن داخلياً او على المستويين الاوروبي والدولي، وهو ما حصل معه إثر زيارته للصين والعاصفة التي أثارها. وبالتالي، فإنّ الموفد القطري، والذي سيعود في زيارته الثانية الى بيروت، سيحمل في يده ملفاً أكثر تفصيلاً هذه المرة وسط مناخ إقليمي أكثر ملاءمة.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook