المعارضة والنقابات تتعهد بمواصلة محاربة مشروع إصلاح نظام التقاعد
نشرت في: 14/04/2023 – 22:42
عبرت النقابات العمالية والأحزاب السياسية المعارضة في فرنسا عن استيائها من مصادقة المجلس الدستوري على إصلاح نظام التقاعد المثير للجدل ولا سيما البند الأهم فيه والذي ينص على رفع سن التقاعد إلى 64 عاما على الرغم من سلسلة الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ نحو ثلاثة أشهر ضده. ودعت النقابات إلى “يوم تعبئة استثنائي” في الأول من أيار/مايو، يوم عيد العمال فيما تعهدت المعارضة بمواصلة القتال ضد هذا النص.
أثارت مصادقة المجلس الدستوري في فرنسا الجمعة على إصلاح نظام التقاعد الذي لا يلقى شعبية، استياء المعارضة والنقابات التي تعهدت بالاستمرار في محاربة مشروع بات رمزا للولاية الثانية للرئيس إيمانويل ماكرون.
والجمعة أقر أعضاء المجلس الدستوري إصلاح نظام التقاعد المثير للجدل، ولا سيما البند الأهم فيه والذي ينص على رفع سن التقاعد إلى 64 عاما، رافضين في الوقت ذاته عددا من البنود الثانوية من الإصلاح، كما رفضوا مشروع استفتاء يطالب به اليسار.
ويفتح هذا القرار، الذي تنتظره السلطة التنفيذية والنقابات منذ أسابيع، الطريق أمام تفعيل سريع للقانون.
ومن المفترض أن ينهي القرار أزمة استمرت لأكثر من ثلاثة أشهر. لكن اتحاد النقابات دعا في اجتماع مساء الجمعة الرئيس ماكرون إلى عدم تفعيل الإصلاح.
وقالت رئيسة الحكومة إليزابيت بورن على تويتر “الليلة، لا يوجد فائز ولا خاسر”.
وكان ماكرون قد دعا النقابات، حتى قبل قرار المجلس، للقائه الثلاثاء بهدف استئناف حوار متوقف منذ ثلاثة أشهر.
غير أن النقابات أعلنت أنها لن تلتقي السلطة التنفيذية قبل الأول من أيار/مايو، يوم عيد العمال والذي دعت لجعله “يوم تعبئة استثنائيا”. كما، تعهدت المعارضة بمواصلة القتال ضد هذا النص.
مخاوف من اضطرابات اجتماعية
وبعد إصدار المجلس الدستوري قراره، أعلنت الأحزاب الرئيسية في المعارضة أنها مصممة على متابعة معركتها ضد مشروع قانون إصلاح نظام التقاعد، محذرة خصوصا من مخاطر العنف.
وصرح زعيم اليسار الراديكالي جان لوك ميلنشون “الكفاح مستمر”، في الوقت الذي أكدت فيه زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان أن “المصير السياسي لإصلاح نظام التقاعد لم يُحسم بعد”.
كذلك، دعا زعيم الحزب الشيوعي فابيان روسيل السلطة التنفيذية إلى “عدم تفعيل” هذا القانون الذي أقره المجلس الدستوري.
وقال “أخشى (حدوث) اضطرابات اجتماعية…”، وذلك بينما شهدت بعض المظاهرات ضد الإصلاح أعمال عنف، خصوصا منذ تمرير القانون من دون تصويت في الجمعية الوطنية، عبر لجوء الحكومة إلى المادة 49.3 من الدستور التي تسمح لها بذلك.
بالمقابل، دعا زعيم اليمين التقليدي إريك سيوتي “كل القوى السياسية… إلى قبول” القرار، معتبرا في الوقت ذاته أن “رفض بعض مواده يعاقب على أخطاء (في) أسلوب الحكومة”.
في هذه الأثناء، استقبل مئات المتظاهرين في باريس هذا القرار باستهجان.
وقال جان بارلو وهو رجل عاطل عن العمل يبلغ من العمر 37 عاما، “سنواصل بالطبع، سنقوم بتوسيع المظاهرات، مع الاتحاد العمالي العام أو بدونه. الوقت سيكون في صالحنا. سيضطر ماكرون إلى التراجع”.
وفي ليل (شمال)، سار مئات المتظاهرين هاتفين “الشرطة في كل مكان، لا عدالة في أي مكان”. وقالت متظاهرة شابة اشترطت عدم الكشف عن اسمها “لقد تمت المصادقة عليه، هذه الليلة ستكون جنونية”.
كذلك، احتشد متظاهرون في كايين ورين (غرب) وفي ليون (وسط شرق) وفي مرسيليا (جنوب شرق) وتولوز (جنوب).
وفي الأيام الأخيرة، انخفضت حدة الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ منتصف كانون الثاني/يناير، خصوصا الخميس الذي يعد اليوم الثاني عشر من التعبئة.
غير أن الغضب لا يزال قويا، حتى لو أملت السلطة التنفيذية، من خلال هذا القرار، في استئناف ولاية ماكرون الثانية مسارها، بعدما كانت قد أُعيقت بشكل كبير وسط التحركات المناهضة لإصلاح نظام التقاعد.
وقرارات المجلس غير قابلة للاستئناف.
وتعتمد فرنسا سن تقاعد من الأدنى في الدول الأوروبية.
وتبرر السلطة التنفيذية مشروعها بالحاجة إلى معالجة التدهور المالي لصناديق التقاعد وشيخوخة السكان.
فرانس24/ أ ف ب
مصدر الخبر
للمزيد Facebook