الحراك القطري.. جولة استكشافية تحت العباءة السعودية
واحدة من القواعد العامة الاساسية التي بنت عليها قطر حراكها وتعاملها مع الدولة اللبنانية والقوى السياسية انها في هذه المرة لم تخرج عن العباءة السعودية في لبنان، بمعنى ان لديها هامش حركة لا بأس به تتحرك وفقه في إطار المفاوضات والدفع باتجاه تسوية، لكنها لن تغطي تسوية سياسية أو رئاسية لن ترضى بها السعودية، خصوصا ان لا مشروع سياسيا واضحا لقطر في لبنان بل مشروع اقتصادي مرتبط بملفات الغاز والنفط والاستخراج في البلوكات اللبنانية، وهذا ما تتجه لتحقيقه خلال المرحلة المقبلة. لذلك فإن مشروعها السياسي يتطابق مع المشروع الفرنسي، وهي لا شك ترغب أيضاً بضمان الاستقرار في لبنان.
اما تحركاتها السياسية فهي بشكل اساسي نابعة من شقين؛ الشق الاول ان قطر هي عضو من اعضاء الدول الخمسة التي تجتمع لمناقشة الازمة اللبنانية وكيفية ايجاد حلول لها، وعليه فإن حراكها بموازاة الحراك الفرنسي يهدف الى فهم عمق الازمة وكيفية ايجاد حلول سريعة لها على قاعدة لا غالب ولا مغلوب.
اما الهدف الثاني من التحركات السياسية القطرية فهو مرتبط بوساطة بين “حزب الله” من جهة والمملكة العربية السعودية من جهة اخرى، وهذا يعني ان الرياض تكلف قطر التفاوض مع “الحزب” بشكل اساسي على اعتبار ان العلاقة مقطوعة بين الطرفين ولا يمكن لأي دولة اخرى ان تكون افضل من قطر في لعب هذا الدور.
من هنا يمكن قراءة حراك الموفد القطري في لبنان على انه جولة استكشافية لمواقف الفرقاء اللبنانيين المتعلقة بالملف الرئاسي، وذلك تحت سقف التنسيق مع المملكة العربية السعودية. وترى مصادر سياسية مطّلعة أن الحراك القطري يوحي بانه استكمال لزيارة رئيس “تيار المردة” الى باريس والاتصالات الفرنسية المباشرة مع السعوديين لايجاد حل مقبول من كافة الاطراف حول الازمة الرئاسية. وعليه فإن احد مؤشرات الحراك القطري بأن تسوية ما تحاك في اروقة المنطقة بشكل شبه علني، وقد توصل الى نتائج ايجابية في الايام او الأسابيع المقبلة.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook