فرنسا تواصل تفكيك الألغام الرئاسيّة والانظار متجهة الى تحركات فرنجية
لم يسجل الملف الرئاسي أيّ جديد بانتظار استكمال المشاورات الفرنسية مع الأطراف الدولية المتمثلة في اللقاء الخماسي ومع القيادات السياسية اللبنانية.
وبقيت زيارة رئيس “تيار المردة”سليمان فرنجية إلى فرنسا محطّ اهتمام ومتابعة من القوى السياسية في محاولة لاستكشاف حقيقة ما دار بينه وبين المستشار الرئاسي باتريك دوريل، وسطَ كثير من التحليلات عن دخول النقاش مرحلة متقدمة يجري خلالها تحضير جدول أعمال رئاسي يشمل كل الملفات الداخلية والخارجية وموقف فرنجية منها.
وكتبت” الاخبار”: امس كانَت نتائج الزيارة قد بدأت تتضح أكثر فأكثر رغمَ محاولة إحاطتها بالكتمان. وقالت مصادر معنية إن «الوزير السابق يوسف فنيانوس زارَ أول من أمس رئيس مجلس النواب ووضعه في جو اللقاء، واتضح من كلام الأخير مع مقربين منه بأن الأمور إيجابية من باب أن باريس مستمرة في دعمه وستستكمل مساعيها مع المملكة العربية السعودية في هذا الإطار، من دون المبالغة في التفاؤل».
وكتبت” الديار”: كانت دعوة رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية الى باريس محطة مفصلية سيبنى عليها الكثير في المرحلة المقبلة، بعدما حصلت باريس على الاجوبة المفقودة على الاسئلة، وعلى الهواجس، وتبقى العبرة في تسييل النتائج الى تفاهمات اقليمية – دولية يعمل عليها دون سقف زمني واضح. لكن ما تم تثبيته في الساعات القليلة الماضية ان باريس ثبتت على نحو رسمي، بان فرنجية الذي ناقش مع قيادة حزب الله امس تفاصيل زيارته الباريسية، هو المرشح الاكثر جدية حتى الآن، ولا يمكن تجاوزه بسهولة، اما حسم بقائه او خروجه من السباق فسيكون الخطوة الاولى للانطلاق نحو التسوية او الفراغ الطويل.
وسيكون لتحركات فرنجية المقبلة، والتي بدأت مساء امس باطلاع قيادة حزب الله على فحوى الزيارة، المؤشر الحقيقي لما جرى وسيجري في المرحلة المقبلة، لكن المؤكد ان الفرنسيين لم يتخلوا عن دعمه وفق «تسوية» تقوم على انتخابه رئيساً للجمهورية، في مقابل تكليف السفير السابق نواف سلام تشكيل الحكومة، على أن يُعين مسؤول الشرق الأوسط وأفريقيا في صندوق النقد الدولي الوزير السابق جهاد أزعور، حاكماً لـ «مصرف لبنان» خلفاً لرياض سلامة، وتعهدوا بجولة مساع جديدة مع السعوديين الذين قبلوا هذه المرة بالاستماع، وستكون العيون شاخصة على تحركات فرنجية المقبلة، سواء اعلان ترشيحه بشكل رسمي ببرنامج رئاسي واضح للداخل والخارج، علما انه تلقى نصيحة فرنسية بالتحرك باتجاه المعارضة، وفتح نقاشات معمقة معها حول كل الملفات الشائكة.ولفتت أوساط مطلعة لـ «البناء» الى أنّ المباحثات التي أجراها المسؤولون الفرنسيون مع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية كانت إيجابية بعكس ما أوحت بعض وسائل الإعلام بأنّ فرنسا أبلغت فرنجية بوجود فيتو سعودي عليه، موضحة أنّ فرنسا داعمة لترشيح فرنجية لأنها ترى فيه الأوفر حظاً من خلال التوازنات النيابية وكذلك نقطة تقاطع لأيّ تسوية إقليمية دولية لا سيما بين ثلاثي إيران والسعودية وسورية. مشيرة الى انّ زيارة فرنجية الى باريس لا تعني انّ الأمر حُسم، لكنه يتطلب نقاشات طويلة وزيارات عدة، غير أنّ الزيارة الأولى رسمت الخطوة الأولى لرحلة وصول فرنجية الى بعبدا.وعلمت «البناء» في هذا الإطار انّ السعودية أبلغت الفرنسيين بأن لا فيتو لديها على فرنجية ولا على ايّ مرشح آخر لكن هناك برنامج عمل وسياسة يجب انتهاجها في لبنان لكي تقرّر السعودية دعمها للتسوية.
كما علمت انّ اللقاء الخماسي من أجل لبنان والذي عقد أكثر من اجتماع فوّض فرنسا إجراء جولة مباحثات مع القيادات اللبنانية حول الرئاسة وللعودة الى اللقاء لتقييم الأوضاع والبحث بخطوات جديدة.كما علمت «البناء» أنّ السعودية أبلغت حلفاءها في لبنان بأنها لا تضع فيتو على فرنجية، ولا على أيّ مرشح، لأنّ المنطقة تعيش أجواء انفتاح ومصالحات وتسوية للملفات وقد تنعكس إيجاباً على لبنان بأيّ وقت. وأفيدَ بأنّ اللقاء بين السفير السعودي في لبنان وليد البخاري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لم يكن إيجابياً بعدما سمع جعجع عكس ما يريد، وهذا ما يفسّر تصعيد جعجع المستمرّ، وهو أشار أمس في حديث إذاعي الى أننا «سنفعل كلّ ما بوسعنا لعدم وصول محور الممانعة إلى بعبدا وميزان القوى يسمح بذلك».
مصدر الخبر
للمزيد Facebook