آخر الأخبارأخبار محلية

فرنجية وحده في الميدان .. هل يصل الى بعبدا


في موازاة سلسلة التحولات السياسية في المنطقة والتي تتصل بالاتفاق الايراني – السعودي، وصولا إلى اعادة تطبيع دول الخليج لعلاقاتها مع سوريا واتخاذها خطوات لعودتها للجامعة العربية ربطا بدعوة سعودية للرئيس السوري بشار الأسد إلى القمة العربية سينقلها وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان الذي سيزور دمشق في الأسابيع المقبلة، ربطا بزيارة وزير الخارجية السوري فيصل المقداد مصر ، يبقى الرهان على انعكاسات هذا التلاقي العربي على لبنان الذي يتخبط بازماته السياسية والاقتصادية والمالية والاجتماعية.

في لبنان، الكل ينتظر كلمة الخارج، فالموازين الاقليمية لطالما حددت وجهة الحل فيه. ولذلك الجميع عينه على السعودية التي كما هو واضح تثير مواقفها من الاستحقاق الرئاسي ريبة حلفائها. فالمعارضة مربكة وتتخوف من قرار سعودي لا ينصفها ويرجح كفة الثنائي الشيعي في الملف الرئاسي، في حين أن هذا الثنائي يبدو مرتاحا لاتفاق بكين ولعودة العلاقات العربية مع سوريا لأن من شأن ذلك ان يخلق اجواء ايجابية في الداخل ويسهل الوصول إلى حل ينهي الفراغ في قصر بعبدا.

في هذا الوقت، لا تزال التفاصيل الدقيقة للقاء رئيس تيار المرده الوزير السابق سليمان فرنجية في باريس طي الكتمان، لكن من المؤكد كما تقول مصادر فرنسية لـ”لبنان24″، ان فرنجية التقى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون. فصمت الاليزية وعدم نفيها لخبر اللقاء خير دليل على حصوله.

لقد قدم فرنجيه خلال لقاءاته مع مستشار الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لشؤون الشرق الأدنى باتريك دوريل ومدير الاستخبارات الخارجية في فرنسا برنار ايمييه والمسؤولين الفرنسيين ملخصا عن برنامجه الرئاسي لجهة تأكيده التعاون مع رئيس الحكومة الجديد ايا يكن ومجلس الوزراء والاتفاق مع صندوق النقد والالتزام بالاصلاحات لا سيما في قطاع الكهرباء وتشجيع الاستثمارات العربية والخليجية ومكافحة الهدر والفساد في مؤسسات الدولة والعمل على اعادة انتظام العمل القضائي.

وعليه، فإن تعهدات فرنجية رفعتها دوائر الاليزيه المعنية بالملف اللبناني إلى المملكة ليبنى على الشيء مقتضاه، خاصة وان فرنسا تراهن على تغيير في موقف السعودية التي لا تريد الدخول في الاسماء انما تصوب على مواصفات الرئيس وبرنامجه ومشروعه الاصلاحي. وبحسب المصادر الفرنسية، لم يتطرق فرنجية في لقاءاته إلى سلاح حزب الله، بيد ان الفرنسيين يبدون قناعة ان بيك بنشعي سيكون الرئيس القادر على مقاربة ملف الاستراتيجية الدفاعية. اما في ما خص العلاقة مع سوريا، لا يخفي فرنجية علاقته وصداقته مع الرئيس السوري بشار الاسد، فهو متمسك بعروبيته وبأهمية العلاقة مع الدول العربية والخليجية انسجاما مع اتفاق الطائف الذي يرفض المس به، وهذا يعني ان فرنجية سيكون قادرا على الحديث مع الاسد حول ملفات عديدة تتصل بالنازحين والحدود ووقف عمليات التهريب.

وتقول المصادر: “اجتماعات فرنجية كانت ايجابية وزيارته يمكن وصفها بالناجحة، خاصة وان ثمة رسائل سعودية نقلها المسؤولون الفرنسيون إلى فرنجية الذي ابدى كل انفتاح حيال الطروحات والاستفسارات السعودية وهذا كله من شأنه ان يمهد إلى تغيير في الموقف السعودي.

ومع ذلك، تلفت المصادر إلى أن اللقاء الخماسي( الفرنسي، الاميركي، السعودي، القطري والمصري) لن يعقد قبل نهاية شهر رمضان، وهناك مسعى مصري لضم ايران إلى اللقاء الخماسي وطرحها ان تعقد الاجتماعات في المملكة، لكن الاسابيع المقبلة ستكون كفيلة بتحديد المواقف النهائية للدول من الاستحقاق الرئاسي اللبناني ومن ضم طهران. وتشدد المصادر على ان زيارة وزير الدولة للشؤون الخارجية محمد بن عبد العزيز الخليفي على رأس وفد إلى بيروت تهدف إلى حض المسؤولين على التفاهم لانتخاب رئيس خاصة وان المساعدات القطرية للبنان جاهزة لكنها تنتظر الاصلاحات، لكنها تعتبر ان الدور القطري على الصعيد الرئاسي، محدود، لأن المعادلات في المنطقة تغيرت بعد التفاهم الايراني – السعودي، والتقارب السعودي – السوري. ومع ذلك ثمة من يعول على دور قطري في لبنان لانضاج تسوية ما نظرا للعلاقة الاستراتيجية التي تربط الدوحة بواشنطن، وتقاطعها في الملف الرئاسي مع السعودي.وتواصلها مع القيادات والاحزاب السياسية في لبنان كافة، وهذا يسمح لها باستطلاع المواقف من اي تسوية حول مرشح خارج نادي المرشحين.

الثابت حتى الساعة، بحسب المصادر نفسها، أن احداً لا ينافس فرنجية في الميدان الرئاسي لأنه الاوفر حظاً والاسماء المطروحة ليست الا اسماء محروقة، وهذا الامر يستدعي منه اعلان ترشيحه رسميا في اقرب وقت، إلا أن اوساطا سياسية بارزة ترى أن الرئاسة ليست في يد احد، ومن الممكن ان يطرأ أمر ما من خارج الحسبان يدفع حزب الله إلى التراجع عن دعم فرنجية والانتقال إلى “الخطة ب” وعندها لن يعارض انتخاب احد الوزراء السابقين من ذوي الخبرات الحقوقية الذي يطرح اسمه جديا في الصالونات السياسية والدبلوماسية ولا يشكل ترشيحه استفزازا لأحد في الداخل وعلاقته جيدة مع السعودية وسوريا وفرنسا.

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى