ترشيح فرنجية: خوض المعركة بالنيابة عن صاحبها

Advertisement
وإذا كانت المواجهة قد فتحت، من دون أن يقفل حزب الله باب الحوار علناً على الأقل، فهذا يعني أن ثمّة مستويات للصراع المقبل ستكون عدّته من الآن وصاعداً في متناول الجميع. فالمعارضة المنقسمة على تبنّي مرشح واحد، باتت اليوم أمام معادلة ترشيح فرنجية. وهي لا تنتظر إعلانه رسمياً، حتى تستكشف قدرة النواب المستقلين على التعامل مع هذا الترشيح، لتنشيط الاتصالات مجدداً من أجل التوصل الى خريطة طريق لإدارة الملف الانتخابي، علماً أن نواباً من المستقلين لا يزالون على رفضهم كلياً الحوار مع القوى المعارضة الحزبية، أو حتى البحث معها عن بدائل رئاسية. ومن أدوات هذه المواجهة اعتماد طرق مختلفة عن السابق، بالنسبة الى حضور الجلسات وتأمين النصاب، وهذا في السياسة حق مشروع، في تغيّر أساليب المواجهة مع تغيّر أساليب الخصم. لكن ليس كل المعارضين على اتفاق على هذه المقاربة، وهناك أكثر من نائب في صفوف «التغييريين» في موقع الرافض كلياً لهذه الاستراتيجية، من دون استبعاد أي طروحات أخرى تتعلق بمقاربة كل ما من شأنه دفع الاستحقاق والمواجهة مع الثنائي الى الحد المطلوب.
والمعارضة أمام خيار آخر يتعلق بالمسار الذي يتخذه التيار الوطني الحر. فالتيار الذي يجد نفسه مطوّقاً بترشيح فرنجية من جهة، وموقف المعارضة الرافض حتى الآن التواصل معه، لا يزال يرى في ما تعمل عليه بكركي من محاولات حوار وسيلة للتموضع مجدداً رئاسياً خلف خيارات بديلة. وأيّ مسلك للحوار الجدي بين التيار والمعارضة، بعد ترشيح فرنجية، سيأخذ في الحسبان كل سلوكيات السنوات الست الماضية، وكذلك ما يمكن أن يتوقّعه الطرفان في إدارة الثنائي لمعركة إيصال فرنجية. فالحزب سبق أن أدار معركة إيصال عون، لكنه لم يتمكّن من إيصاله إلا بعد موافقة الطرف السنّي الأكثر تمثيلاً والقوات اللبنانية. أما اليوم، فبرّي هو الذي بدأ بإدارة المعركة، لكنه يبدأها بخسارة أطراف ثلاثة هي: التيار والقوات والقوى السنيّة التي كان يعوّل عليها، يضاف الى هؤلاء رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي لا يزال ملتزماً داخل الحزب والعائلة عدم انتخاب فرنجية. لكن، بقدر ما يبدو فريق الثنائي مكبّلاً، لم ينجح الطرف الآخر في أن يخطو خطوة الى الأمام، الأمر الذي سيؤدي حكماً الى معادلة توازن سلبي. هنا يمكن الانتقال الى سيناريوات عدّة بدأت تُطرح في الساعات الماضية، تتعلق بمعنى الترشيح في وقت تأكد فيه الفريقان أنهما لا يملكان الأصوات الكافية لوصول فرنجية، وأن المعارضة لن تؤمّن النصاب بعد كلام علني للقوات والكتائب، وتماهي بعض نواب التيار مع هذا الطرح. وإلى أيّ مدى هناك نيّة لاستخدام ورقة فرنجية لاستدراج عروض من الدول الخمس التي التقت في باريس، أو العكس تماماً، أي استخدامها لإطالة أمد الفراغ الرئاسي في ظل المراوحة التي تتحكّم بالوضع الداخلي والإقليمي، علماً أن معظم معارضي حزب الله ينحازون الى الرأي الثاني.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook