آخر الأخبارأخبار محلية

بحثاً عن رئيس: هل انتقلت مبادرة بكركي من المواصفات إلى التسميات؟

كتبت سابين عويس في” النهار”: مبادرة بكركي لم تنجح في لمّ الشمل المسيحي، بعدما رفضت القيادات المسيحية التحاور تحت قبة البطريركية، ولكل زعيم حساباته الخاصة، البعيدة كل البعد عن العذر الذي يتلطى وراءه بعض هؤلاء والمتمثل برفض تكرار التجربة الفاشلة للقاء الاقطاب في بكركي قبل سبعة أعوام، للاتفاق على تبني مرشح للرئاسة.

لكن فشل بكركي في جمع الاقطاب لم يثنِ سيدها عن المثابرة انطلاقاً من الهواجس الكبيرة التي تقضّ رأس الكنيسة في لبنان، وتتصل في الدرجة الاولى بالقلق على البلاد والدستور والمؤسسات وصولاً الى التوجّس حيال مواقع الطائفة في توازن التركيبة السياسية، وزيادة الهجرة المسيحية من دون أن يحرك ذلك ساكناً لدى الشركاء على الضفتين السنية والشيعية على السواء.

الى جانب العظات النارية التي يطلقها كل أحد من منبر الصرح، تحرك البطريرك مجدداً بناءً على تفويض القمة الروحية المسيحية له لإجراء ما يجده مناسباً. وما تكليفه لراعي أبرشية انطلياس المطران أنطوان بو نجم إلا من أجل إبقاء المبادرة حيّة، فلا تموت بموت الدعوة الى الحوار، علماً بأن ثمة وعياً حقيقياً في الاوساط المارونية بأن تحرك بو نجم في اتجاه القيادات المسيحية لن يؤدي نتيجته. هذا دفع البطريرك الى الارتقاء الى مرحلة متقدمة من مبادرته عبر تحميل بو نجم مجموعة أسماء، جعلته ينتقل من مرحلة البحث عن مواصفات رئيس الى البحث عن رئيس بالاسم!

لم يكن الاجتماع مع رئيس “القوات اللبنانية” سمير جعجع أو رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل على مستوى من شأنه أن يحدث خرقاً، فيما الاجتماع المرتقب مع زعيم المردة مقروءة التوقعات منه، بما أن فرنجية مرشح ولا يمكنه أن يوافق على الأسماء المطروحة عليه. وقد زاده إعلان الثنائي دعمه ارتباكاً وإحراجاً، لكونه جاء من فريق شيعي ينتمي إليه لا من قاعدة مسيحية هي المعنية الأولى في موقع الرئاسة.
لا تعوّل مصادر مسيحية كثيراً على قدرة بكركي على لعب دور فاعل في توحيد الموقف المسيحي، لكن هذا لا يعني أن على سيد الصرح التوقف عن المحاولة، ولو أن التعنّت المسيحي لا يترك شكاً في تعذر الوصول الى توافق.

وترى أن على القوى المسيحية أن تعيد النظر في مقاربتها للاستحقاق الرئاسي وتخرج من حساباتها الضيقة المتصلة بمصالحها، بعدما بات واضحاً أن التشتت على المشهد المسيحي يساعد الفريق الآخر على تجميع صفوفه وتأمين الأصوات المطلوبة لانتخاب رئيس. وهو ما لا يزال غير متوافر حتى الساعة، وإلا لكان هذا الفريق انتخب رئيساً من اختياره، من دون الأخذ في الاعتبار الرأي المسيحي.

قد تكون نقطة الضعف الأساسية لدى قوى المعارضة فشلها في تقديم مرشح تتفق عليه مع القوى المسيحية الأخرى من خارج تحالفاتها، ولا سيما في الوسط العوني، ولكن يقابل ذلك نقطة ضعف مماثلة لدى فريق “حزب الله” الذي يعاني من تعذر تحقيق إجماع على اسم فرنجية.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى