المطران ابو نجم والمهمة الشاقة
بالتزامن مع النهج التصاعدي الذي سار به الدولار ومع بعض أشكال الفوضى التي تنقلت بين المصارف والشوارع والتي ظهرت بأبشع اشكالها مع استشهاد 3 عناصر من الجيش، أرادوا على الرغم من معاناتهم اليومية ان ينفّذوا مهامهم على اكمل وجه، فكانت الشهادة نصيبهم، مع انهم وزملاءهم كما كل اللبنانيين باتوا يستشهدون يومياً على مذبح وطن أصبح العيش فيه مهمة شاقة وشبه مستحيلة.
بالتزامن مع هذه المشهدية ومع مشهدية الشغور الرئاسي التي وعلى ما يبدو اعتادتها البلاد،
أخرجت البطريركية المارونية موضوع اللقاء المسيحيّ الموسع من التداول واستبدلته بجولة أسقفية تنطلق من بكركي وتحط رحالها بين الصيفي، معراب، بنشعي وميرنا الشالوحي.
اذا، من الواضح ان بكركي أدركت انه لا امكانية لها عن التراجع في الدعوة الى حوار مسسيحيّ، لكنها في الوقت نفسه ايقنت ان الحوار بصيغته التي كانت مطروحة لن يتعدى مفهوم “حوار الطرشان” بأفضل الحالات، كما انه من الممكن ان يفسّر بغير مكانه او أن يحمّل أكثر مما يحتمل لعدة اسباب وغايات في الوقت نفسه.
وانطلاقا من هنا، تحاول البطريركية المارونية الاستمرار في حراكها الرئاسي، على الرغم من انسداد الأفق الشديد الذي يعاني منه هذا الاستحقاق الدستوري، والذي ينتج عنه يومياً المزيد من الانهيار والمزيد من الصعوبات والتحديات التي تعكر صفاء الحياة اللبنانية ومزاج المواطن اللبنانيّ.
في هذا الاطار، أكد مرجع مطلع لـ”لبنان 24″ ان ” الجولة التي يقوم بها راعي أبرشية أنطلياس المارونية المطران أنطوان أبو نجم على القادة الموارنة، لم تتضح معالمها حتى الساعة، اذ ليس هناك اي بيان رسميّ يحدد شكل وآلية هذه المهمة او حتى الهدف منها، رغم ان ابو نجم التقى حتى الان رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ورئيس حزب الكتائب سامي الجميّل،وهذا ما يجعلنا نطرح عدة اسئلة حول هذه المبادرة اوالجولة التي يقودها المطران ابو نجم:
لماذا المطران ابو نجم وليس اي مطران آخر او نائب ومعاون بطريركي ؟
لماذا يجول المطران على الشخصيات ولا يدعوهم لزيارته مثلاً؟
هل ستقتصر جولة ابو نجم على القادة الموارنة الذين سبق وصنفتهم بكركي ام ان الدائرة ستتوسع؟
ما الذي يريد ان يسمعه المطران ابو نجم ومن خلفه بكركي من خلال هذه الجولة؟
وأسئلة كثيرة أخرى يمكن ان تظهر امام هذه الحركة التي لجأت اليها خلال هذه المرحلة البطريركية المارونية”.
ويضيف المرجع ” من الواضح ان شخصية المطران ابو نجم وعدم دخوله في اي مرحلة سابقة في اي تفصيل سياسيّ لبناني يجعلانه أهلاً لهذه المهمة الشاقة التي ارتضى ان يخوضها، لاسيما ان من يعرفة يقول عنه انه مستمع جيد ومحاور ذكي ولبق في الوقت نفسه.
ولكن بعيدا عن ما تم ذكره، يمكن القول ان هذه الجولة حتى وان لم تقتصر على كل من رئيس “حزب القوات اللبنانية” سمير جعحع، رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، رئيس “حزب الكتائب اللبنانية” سامي الجميل ورئيس “تيار المرده” سليمان فرنجيه، الا ان انطلاقها من لقائهم يعتبر بحد ذاته مقدمة لتثبيت حضورهم المسيحي وشرعية كل واحد منهمم، في الوقت الذي يرفض بعضهم الاعتراف بشرعية وتمثيل فرنجيه مزيلين عنه صفة الميثاقية لغايات واهداف باتت واضحة ومعلومة.
لذلك وبحال ستقتصر مهمة مطران انطلياس على الاستماع، فان المواقف واضحة ولا حاجة للاستماع اليها، وكل مواطن في لبنان يدرك التوجهات الحالية للاطراف المسيحية في ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي”.
ويختم المرجع مشيرا الى ان ” بكركي لن تتوقف عن المحاولة لانهاء الشغور الرئاسي القاتل، وجولة المطران ابو نجم تأتي من ضمن هذه المحاولات، لذلك اغلب الظن الا تكون هذه الجولة مقتصرة على الاستماع، انما من المرجح انها تحمل محاولات او طرحٍ غير مكتمل المواصفات.
فهل ستنجح بكركي في محاولتها الحالية ام انها ستنتقل الى محاولات وتجارب أخرى مؤكدة مرة جديدة ان الفراغ لا يشبه لبنان ولا اللبنانيين؟
مصدر الخبر
للمزيد Facebook