الحريري في لبنان.. الوضع على ما هو عليه
تفوّق الرئيس سعد الحريري أمس على خصومه السياسيين وتحديدا الذين كانوا جزءا من “تيار المستقبل”في المرحلة الماضية ، من خلال الحشد الشعبي الكبير الذي استطاع جمعه لدى قراءة الفاتحة على ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
اكد الحريري ،من خلال لقاءات الشعبية واجتماعه بقيادات وكوادر تيار المستقبل، تماسك تياره سياسيا واستطاع اظهار قدرته على استعادة زمام المبادرة الشعبية في اللحظة التي يقرر فيها العودة الى الحياة السياسية في لبنان، على اعتبار ان الواقع الشعبي هو مؤشر لحجم التأثير..
أوحى الحريري ان غيابه عن لبنان سيستمر، ما يعني ان ازمته السياسي بالرياض لا تزال مستمرة، وقد تطول الى لحظة التسوية الكاملة التي ستطول بدورها، خصوصا انه لا يرى امكانية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية في هذه المرحلة…
من خلال زيارته لمفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، اراد الحريري القول انه لا يزال الرقم الصعب على الساحة السنيّة بالرغم من امتناعه عن الخوض في العمل السياسي وانه يستطيع الحصول وقت يشاء على غطاء المؤسسة الدينية السنيّة اضافة الى الغطاء الشعبي الذي يؤمنه “تيار المستقبل“.
حصر الحريري مشكلته بالواقع الاقليمي او الاصح بعلاقته مع السعودية من خلال سلوكه في ايام عودته الى لبنان التي قال من خلالها ان الوضع على ما هو عليه وتراجع نفوذه وشعبيته مشابه لتراجع القوى السياسية التي لا تزال عاملة في الساحة اللبنانية وناشطة في ظل الانهيار…
حتى ان رئيس تيار المستقبل، ومن خلال تعامله الجاف مع القوات اللبنانية، اراد ايصال رسالة بأن ابتعاده عن العمل السياسي لا يلغي الواقع السياسي الذي سبق الخطوة الحريرية، بل على العكس، فان الخصوم لا يزالون خصوماً وهذا سيستمر حتى بعد عودة “تيار المستقبل”الى العمل والنشاط السياسي المباشر.
كالعمليات التذكيرية جاءت عودة الحريري المؤقتة الى بيروت، ليقول للجميع ان عودته النهائية، وان طالت ستحصل وان غيابه الحالي تفرضه الظروف المحيطة وليس الفشل التنظيمي او الداخلي او انعدام القدرة على لعب دور حاسم في الحياة السياسية الداخلية.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook