الفلسطينيون يوقفون التنسيق الأمني مع تل أبيب ردا على العملية الإسرائيلية في جنين
نشرت في: 26/01/2023 – 20:24
أوقف الفلسطينيون الخميس التنسيق الأمني مع تل أبيب، ردا على العملية العسكرية التي نفذها جيشها في مخيم جنين بالضفة الغربية، وأدت لمقتل عشرة فلسطينيين، حسبما أعلن نبيل أبو ردينة الناطق باسم الرئيس الفلسطيني في ختام اجتماع طارئ للسلطة. في ظل هذه التطورات، عبّرت الولايات المتحدة عن أسفها لقرار الفلسطينيين، داعية لضرورة “تعزيز التنسيق الأمني بين” الجانبين. هذا وسيجري وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن جولة في المنطقة الأسبوع المقبل لبحث التوترات المتصاعدة.
أعلنت السلطة الفلسطينية الخميس بأنها قد قررت وقف التنسيق الأمني مع تل أبيب، ردا على العملية العسكرية التي نفذها الجيش الإسرائيلي في مخيم جنين للاجئين بالضفة الغربية المحتلة، وأسفرت عن سقوط ما لا يقل عن عشرة فلسطينيين.
وفي ختام اجتماع طارئ للقيادة الفلسطينية، قال نبيل أبو ردينة، الناطق باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إنه “في ضوء العدوان المتكرر على أبناء شعبنا والضرب بعرض الحائط بالاتفاقيات الموقعة، قررت القيادة الفلسطينية اعتبار أنّ التنسيق الأمني مع حكومة الاحتلال لم يعد قائما اعتبارا من الآن”. وأضاف أبو ردينة بأنه تم عقد هذا الاجتماع إثر “المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم في جنين بحق أبناء شعبنا”.
كما قررت القيادة الفلسطينية، بحسب نفس المتحدث: “التوجه الفوري لمجلس الأمن الدولي لتنفيذ قرار الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، تحت الفصل السابع، ووقف الإجراءات الأحادية الجانب”. وقررت أيضا “التوجه بشكل عاجل للمحكمة الجنائية الدولية لإضافة ملف المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في جنين إلى الملفات التي تم تقديمها سابقا”.
للمزيد: رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية: “حل الدولتين لايزال قابلا للتحقيق”
أسف أمريكي وجولة مرتقبة لبلينكن
في المقابل، أعربت الولايات المتحدة عن أسفها لقرار الفلسطينيين وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل. وقالت باربرا ليف، كبيرة الدبلوماسيين الأمريكيين لشؤون الشرق الأوسط، للصحافيين “من الواضح أننا لا نعتقد أن هذه هي الخطوة الصحيحة التي يجب اتخاذها في هذه اللحظة”. مضيفة: “نعتقد أنه من المهم جدا أن يُبقي الطرفان على التنسيق الأمني، وإذا كان هناك من أمر، فيتعين تعزيز التنسيق الأمني بينهما”.
كما أفادت وزارة الخارجية الأمريكية بأن الوزير أنتوني بلينكن سيسافر إلى مصر وإسرائيل والضفة الغربية في رحلة تستمر من الأحد إلى الثلاثاء الأسبوع المقبل، ليبحث مع قادة المنطقة التوترات المتصاعدة بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
في هذا السياق، قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس في بيان، إن بلينكن سيناقش مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية وسبل الإبقاء على حل الدولتين.
كما صرح برايس: “مع القادة الإسرائيليين والفلسطينيين، سيشدد الوزير على الحاجة الملحة إلى أن يتخذ الطرفان خطوات لتهدئة التوترات من أجل وضع حد لدائرة العنف التي أودت بحياة الكثير من الأبرياء”. وأضاف أن بلينكن سيناقش أيضا أهمية الحفاظ على الوضع القائم في الحرم القدسي الشريف، حيث أثارت زيارة وزير الأمن الوطني الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير غضب الفلسطينيين في الآونة الأخيرة. ولا يسمح الوضع القائم الممتد منذ عقود سوى للمسلمين بالصلاة في حرم المسجد الأقصى.
قرار اتخذ في غير مرة
وأسفرت العملية العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة الخميس عن مقتل 10 فلسطينيين. وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن تسعة من القتلى العشرة سقطوا خلال العملية العسكرية الإسرائيلية في مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين، في حين سقط القتيل العاشر في بلدة الرام قرب القدس برصاص الجيش الإسرائيلي خلال مواجهات دارت خلال احتجاجات على العملية العسكرية في جنين.
وكانت القيادة الفلسطينية اتخذت نفس القرار غير مرة في 2019 و2020، لكن تنفيذه لم يأخذ منحى جديا على الأرض. وتنص الاتفاقيات السياسية التي وقعتها إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية في 1993 على حصول تنسيق أمني بين قوى الأمن الفلسطينية والقوات الاسرائيلية لمكافحة “الإرهاب”.
وبحسب الدولة العبرية فإن العملية استهدفت مسلحين في حركة الجهاد الإسلامي. وقال الجيش الإسرائيلي إنه نفذ “عملية في مخيم جنين ضد نشطاء من الجهاد الاسلامي”. وأضاف في بيان أنه “أثناء محاولة اعتقال مطلوبين يشتبه بتورطهم مؤخرا في عمليات إرهابية واسعة النطاق.. قُتل عدد منهم في تبادل لإطلاق النار مع قواتنا”.
وبحسب البيان فإن ثلاثة فلسطينيين قتلوا في تبادل لإطلاق النار مع الجيش الإسرائيلي فيما أطلقت القوات الإسرائيلية النار على آخرين “كانا يفران من المكان”، إضافة إلى مشتبه به سادس داخل مبنى وفلسطينيين آخرين. وأكد الجيش في بيانه أن العملية لم تسفر عن خسائر بين صفوفه.
دول عربية تدين وتستنكر
وأفادت وكالة الأنباء السعودية بأن المملكة أعربت الخميس عن “إدانتها واستنكارها الشديدين” لاقتحام القوات الإسرائيلية الخاصة لمدينة جنين ما أدى لسقوط قتلى وجرحى. وقالت وزارة الخارجية السعودية إنها استنكرت “اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لمدينة ومخيم جنين في دولة فلسطين الشقيقة مما أدى إلى سقوط عدد من الضحايا وإصابة آخرين”.
كما أدانت الكويت وسلطنة عمان أيضا الهجوم الإسرائيلي، حسبما ذكرت وكالتا الأنباء بهما الخميس.
من جانب آخر، قال وسطاء من الأمم المتحدة ودول عربية إنهم يجرون محادثات مع إسرائيل والفصائل الفلسطينية أملا في نزع فتيل التصعيد بعد الاشتباكات في مدينة جنين.
فرانس24/ أ ف ب/ رويترز
مصدر الخبر
للمزيد Facebook