الاستحقاق الرئاسي.. ما بين الكباش الداخلي والشروط الدولية
ولكن اذا كان الايرانيون يرغبون بالحفاظ على مكتسباتهم ومكتسبات “حزب الله” التي حققها في السنوات الاخيرة والتي أوصلت رئيس جمهورية حليفاً لهم، فإن الفرنسيين مستعجلون لإنهاء الفراغ الرئاسي لمنع انهيار البلد، لأن ذلك من شأنه أن يُجنّب القارة الاوروبية العديد من التحديات ويثبّت النفوذ الفرنسي في لبنان، اخر دولة يتمتّع بها الفرنسيون بنفوذ سياسي واضح في منطقة شرقي المتوسط.
اما السعوديون، فيبدو أن لديهم استراتيجية مختلفة عن ما كانت عليه في العهود السابقة، إذ إن الرياض اليوم تعمل من دون أدنى شك للحفاظ على حضورها في الساحة اللبنانية، من دون أن يكون لها انخراط عميق في التفاصيل والكواليس السياسية اللبنانية، بمعنى ان الرياض تريد الحفاظ على تأثيرها في لبنان من دون الغرق في الوحل السياسي.
وبالحديث عن المملكة العربية السعودية والملف الرئاسي، فمن الواضح ان الرياض لا تطرح اسماً محدداً كهدف وحيد لإيصاله الى بعبدا، وهذا أمر حسمته المملكة، بحيث أنها لن تدعم أي مرشح على حساب آخر، ولو كانت أرادت ذلك، وفق مصادر عربية، لسعت بهدف إيصال أحد مرشحي قوى الرابع عشر من آذار، الا انها من جهة اخرى، تضع مواصفات واضحة المعالم للمرشح الذي ترغب بوصوله الى سدّة الحكم والذي إن تمكّنت من إيصاله ستمنحه دعمها والغطاء السياسي العربي.
وإن كان لدى الرياض، بعض الفيتوهات على بعض الشخصيات الفجّة، بحسب المصادر، والتي لا يمكن لها تقبّل طبيعة واقعها السياسي في حال وصولها الى بعبدا، فإنها تفضّل مراقبة سلوك الرئيس المقبل قبل أن تحكم على كيفية تعاطيها السياسي والاقتصادي والمالي مع الساحة اللبنانية الأمر الذي يأمله الجانب اللبناني ويسعى اليه من خلال خطوات حذرة في اختيار الشخصية الملائمة التي لا تشكّل حساسية للقوى المحلية او استفزازاً عربياً وغربياً.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook